هل خلت البلاد من القطريين ؟؟؟!!!
نصحني بعض الأخوة
الزملاء بالإبتعاد قليلا عن الكتابة عن هيئة متاحف قطر، وأن اكتب في مواضيع
ومجالات أخرى مختلفة تتعلق بالشأن العام التي تهم المواطن لكي لا يشعر القارىء بأن
هنالك خصومة ما بيني وبين الهيئة وبالتالي وجود تحامل شخصي عليها ، وقد يكون ذلك
صحيحا في جزء بسيط جدا منه لكن ما دفعني أساسا من البداية إلى الكتابة عن الهيئة
هو البحث عن تحقيق المصلحة العامة والحفاظ عليها من خلال محاولة إظهار صورة النزيف
الحاد المستمرللمال العام في هذه الهيئة والفوضى الإدارية العارمة التي تعاني منها
والحرب العلنية على الكفاءات القطرية التي اتبعها البعض فيها في جو من اللامبالاة
وعدم الإهتمام والصمت المريب من قبل من يجب أن يشرف ويراقب ويحاسب ، وبخاصة إن لا
أحد يتحدث سلبا عن هذه الهيئة وبالتحديد الصحافة المحلية !!!.
وقد بدأت فعلا في
الكتابة عن بعض المواضيع الأخرى في جوانب ثقافية أخرى واعلامية والإبتعاد قليلا عن
هيئة متاحف قطر ، لكن ما يجري في هذه الهيئة من احداث ومفاجآءات تظهر بها علينا
بشكل مستمر يجعل المرء مضطرا للرجوع إليها من جديد والتحدث عنها بسبب جسامة وفداحة
تلك الأحداث والمفاجآءات خاصة ، وكما قلت ، أن من عليه أمانة إظهار الحقائق للعامة
والحفاظ على المال العام ، أو هكذا يفترض ، يغض الطرف عنها ويضع رأسه في التراب
تماما كالنعام !!!.
ما يدفعني إلى
الكتابة اليوم عن الهيئة من جديد هو نفس الموضوع المتجدد المتمثل في غزو الأجانب
لها منذ إنشاءها . لكن الجديد في الأمر إن هذا الغزو للأجانب تحول من سيطرة
بالأغلبية إلى سيطرة مطلقة على الهيئة وإدارتها على كافة المستويات الوظيفية
والمهنية ، بعد إقصاء معظم الكفاءات القطرية المتميزة في العمل المتحفي والآثاري سواء
بالتهميش أوبإحالة عدد كبير منهم إلى التقاعد المبكر رغما عنهم في تصرف أقل ما
يمكن أن يقال عنه بأنه دنيء ، وتعيين قطريين آخريين ذرا للرماد في العيون فقط ،
لكن حديثي السن ومحدودي الكفاءة والخبرة وعديمي الدراية بالمجال المتحفي والآثاري
، يأتي بعضهم على شكل واجهات فقط مع الأسف
في بعض الوظائف مما يطلقون عليها في الهيئة بالعليا لا يملكون رأيا أو حجة ولا علاقة لهم في إتخاذ
القرار ، وأغلبهم لا يدري بما يجري حوله ولا يعرف طبيعة عمله في غياب تام لأي رؤى
وسياسات تأهيلية وتدريبية وتطويرية لهم ، ومن أراد منهم أن يفعل شيئا لنفسه أو
للهيئة من دافع ضمير أو نخوة وغيرة على البلد ، يجد الأبواب موصودة في وجه ويجابه
بحرب ضروس قد تكلفه وظيفته . هذا دون التحدث عن أن معظم تعيينات القطريين تنحصر أصلا
في وظائف هامشية في ما يسمى بالعمل الإداري والخدمي والأمني بعيدا عن الجانب الفني
والتخصصي في مجال العمل المتحفي والآثاري الذي يسيطر عليه الأجانب تماما ، وهذا ما
شكل ويشكل خطرا جديا وحقيقيا على هوية وثقافة البلاد وتراثها الوطني . وهنا أطرح
السؤال التالي : يا ترى من وراء ذلك ؟ ولماذا ؟.
لقد مر على الهيئة
منذ إنشاءها قبل حوالي الست سنوات أربعة مدراء قطريين لم يكن أحدا منهم ذا علاقة
بالعمل المتحفي والآثاري ، وربما لم يدخل بعضهم متاحف قبل قدومهم للهيئة ، وهذا ما
دعاني مرارا للتساؤل عن الحكمة في هذا العمل المتمثل في تعيين شخص بعيد عن الثقافة
في وظيفة تتطلب معها ثقافة عالية ودراية تخصصية دقيقة في مجال عملها خاصة وإن
المهمة الرئيسية للهيئة ، وحسب ما جاء في قرار الإنشاء ، تنحصر في تطوير العمل
المتحفي والآثاري و أن من عليه أن يقدم مقترحات التطوير والتنمية لمجلس أمناء
الهيئة هو المدير العام . فهل قام أحد من هؤلاء المدراء بذلك ؟ الوقائع تقول عكس
ذلك مع الأسف ، إذ أن العمل المتحفي والآثاري الوطني شهد انحدارا شديدا وصل إلى حد
القضاء على جزء كبير مما قد تم إنجازه قبل انشاء الهيئة ، بل وقد وصل الأمر بأحدهم إلى السعي بضراوة
للقضاء على الكفاءات القطرية القليلة في هذا المجال ، وقد نجح إلى حد كبير في ذلك
مع الأسف في ظل الصمت واللأمبالاة الموازية للتواطؤ المتبعة في الهيئة باتجاه
القطريين عموما !!!.
في ظل هذه
الموازين المقلوبة المتمثلة في إقصاء الكفاءات القطرية وتهميشها بل واعلان الحرب
عليها وتحكم الجاهلين بالثقافة عموما وبالمتاحف خصوصا بالهيئة ، وجد الأجانب
الأبواب مشرعة لهم للتغلغل في الهيئة والسيطرة عليها شيئا فشيئا إلى أن وصل الأمر
إلى السيطرة المطلقة عليها بشكل سريع ودراماتيكي إلى درجة أنك لا تستطيع التحدث مع
أحد في الهيئة دون المرور بواسطتهم !!!.
وهذا ليس من نسج
الخيال ، فمعظم مدراء المتاحف ، القليلة المفتوحة منها والمغلقة والتي لا تزال في
مرحلة المشاريع أو تلك التي على الورق فقط هم من الأجانب . والذين يسيطرون على
معظم اعمال المتاحف المتمثلة في الحفظ والصيانة والتعليم والأنشطة والمعارض وغيرها
هم أيضا من الأجانب ( لاحظ بأن اغلب
فعاليات الهيئة أجنبية لأعمال أجنبية ) ، والمسئولون عن المقتنيات التي تمتلكها
الهيئة والتي تقدر بالمليارات هم من الأجانب ولهم حق الدخول عليها في المخازن دون
أن يكون للقطري هذا الحق . تخيلوا هذه الثقة في الأجنبي التي تصل إلى حد إئتمانه
على مقتنيات بمليارات امتلكتها الدولة عبر سنين بفضل قطريين !!!. أين القطريين إذن
؟ وماذا تفعل هذه الهيئة ؟
وصار الأجنبي هو
من يضع خطط العمل والبرامج إن وجدت وهو من يوافق عليها ، وهو من يوافق على
موازناتها وهو من يرتب لكل شي ويتحدث بإسم الهيئة مع الآخريين وينظم المعارض ، وهو
من يعقد الإجتماعات ويقرر وهو من يذهب في مهمات عمل ويمثل الهيئة في الداخل
والخارج ويحضر المؤتمرات ممثلا عن الهيئة أي بمعنى آخر عن الدولة ، وهو من يذهب في
دورات تدريبية خارجية يفترض أنها مخصصة فقط للقطريين حسب القانون وغير ذلك مما
فاتني . وفوق كل ذلك ، صار هو من يوقع على تقييمات أداء الموظفين القطريين في مشهد
هزلي لكن محزن لما وصل بنا الحال . أما الطامة الكبرى لما وصل به الحال في هيئة
متاحف قطر يا سادة فهي قيام الأجنبي باصدار قرارات تعيين في الهيئة لموظفين معظمهم
من الأجانب ! ماذا تريدون أكثر من ذلك ؟
عندما غادر المدير
القطري الأخير للهيئة بعد مرور عدة أشهر فقط على تعيينه ، لأسباب لم يعلن عنها
لكنها لا تتطلب كثير من جهد لمعرفتها ، وتم تعيين البريطاني إدوارد دولمان مكانه ،
لاحظ المهتمين عدم نشر هذا الخبر الهام في حجمه ومكانه في الصحافة المحلية ووسائل
الإعلام الأخرى لا من قريب ولا من بعيد في الوقت الذي كانت تتسابق فيه في نشر الخبر
كلما تم تعيين مدير قطري جديد للهيئة وتتطلق عليه عبارات الثناء والمديح وتتسابق في نشر كل خبر يخص الهيئة !!!!. يا ترى
لماذا ؟
أترك التعليق لكم
، أما عن نفسي فلا أقول إلا حسبي الله ونعم الوكيل .