بعد طول انتظار ، خاصة في ظل وجود متحف واحد مفتوح للعامة وهو متحف الفن الإسلامي ، أفتتح مؤخرا متحف الفن العربي الحديث وموقعه في المدينة التعليمية التابعة لمؤسسة قطر . ولم أفهم شخصيا ما الحكمة في إنشاء المتحف في المدينة التعليمية الغير قريبة من مركز المدينة والتي لا يستطيع الجميع الوصول إليها بسهولة . وكم كانت أيضا مفاجأة عندما علمنا إن مبنى المتحف ، الذي كان يستخدم كمدرسة وأعيد تصميمه ليكون متحفا بتكاليف باهظة ، ليس إلا مبنى مؤقت سيتم تغييره في وقت لاحق ! لماذا ، في هذه الحالة ، لم ينشىء متحف دائم في مكان يسهل الوصول إليه توفيرا للجهد والتكاليف أم إن ذلك قد يكون طبيعيا بما إننا تعودنا على المؤقت ولدينا تجارب كثيرة في ذلك خاصة في ظل خاصيتنا المتمثلة في الأهواء والأمزجة ؟
أضف إلى ذلك ، وجود المتحف في المدينة التعليمية يثير التساؤل حول تبعيته ؛ هل هو لمؤسسة قطر أم لهيئة متاحف قطر ؟ فجميع الوسائل الإعلامية والملصقات والمنشورات الخاصة بحفل افتتاح المتحف أبرزت وبينت شعار المؤسستين معا . ولا ندري أيضا إلى من يتبع الكادر العامل في المتحف إذ نراهم في آن واحد في الجهتين ! وهنا تثار مسألة تداخل مجالات وتخصصات عمل المؤسسات إذ نرى كيف إن مؤسسات كمؤسسة قطر بمختلف فروعها وهيئة متاحف قطر والحي الثقافي تعمل في المجال الثقافي الذي يفترض أن يكون من صلب عمل وزارة الثقافة والفنون والتراث فقط وكل من يعمل أو يريد أن يعمل في المجال الثقافي يجب أن يكون تحت إشراف وزارة الثقافة والفنون والتراث ، لإن السياسة الثقافية الوطنية يجب أن تكون واحدة ذات استرتيجية ورؤية واضحة ، تعمل لتحقيق أهداف معروفة ومحددة تحت مظلة واحدة .
لم أحضر شخصيا حفل افتتاح متحف الفن العربي الحديث الذي أقيم مؤخرا في المدينة التعليمية ، لكنني هنا أنقل ملاحظات ومشاهدات بعض الأخوة القلائل إن لم أقل النادرين ممن حضروا حفل الإفتتاح من القطريين أو من العرب .
لقد اتسم حفل افتتاح متحف الفن العربي الحديث بالتغريب المطلق وانتزعت منه صفة التعريب على عكس ما كان يجب أن يكون نظرا لمناسبة الحدث ! فمثلا لم يبدأ الحفل بآيات من القران الكريم ، ولوحظ غياب بارز للقطريين الذين كان من السهل إحصاءهم من بين الحضور لقلة عددهم ، وكيف لا ولم يتم دعوة معظم الفنانين القطريين مع الأسف الشديد خاصة المتخصصين منهم في الفنون الحديثة لهذا الحفل !
على العكس من ذلك ، لوحظ الحضور البارز والطاغي للأجانب الغربيين الذين كانت اعدادهم كالجراد يلتهمون كل شيء ، فتحول الحفل بامتياز إلى حفل غربي لمناسبة افتتاح متحف عربي . فالكلمات التي ألقيت كانت باللغة الإنجليزية ولغة التخاطب كانت بالإنجليزية والفرقة الموسيقية كانت غربية عزفت موسيقى غربية وقدمت عروض غربية ، وطريقة خدمة الأكل والشرب ونوعيتها كما طريقة استهلاكها كانت كلها غربية ....الخ . تم كل ذلك في حفل افتتاح متحف عربي في بلد عربي !
ألم تكن تلك مناسبة بارزة لإبراز كل ما هو عربي ووطني له علاقة بموضوع الحدث ؟ ألم تكن تلك مناسبة لإبراز الهوية الوطنية والتاريخ والتراث والفنون الوطنية ذات الصلة والتي تعبر عن هوية المتحف ؟ لكن كيف نطلب ذلك والقائمين على المتحف أصلا ، ممن لفوا العالم للتعريف بالمتحف ، واصلوا التحدث باللغة الإنجليزية أثناء التقديم للمتحف في القاهرة ، مما أثار استياء وغضب النخب المصرية . يا ترى كيف قبل هؤلاء القائمين على المتحف بهكذا افتتاح مسخ ومشوه للفن العربي الحديث البعيد كل البعد عن كينونة المتحف ؟ هل أصبح الإنسلاخ عن الهوية الوطنية وتراثنا وتاريخنا سمة لدى هؤلاء ؟ هل يعتقد هؤلاء إن مجاملة الأجانب الغربيين على حساب قيمنا وعاداتنا سيلقى رضاهم عنهم ؟ يبدوا إن هؤلاء لن يترددوا في تغيير جلودهم لو أمكنهم ذلك !
عندما ترى اجنبيا يعيش في بلدك منذ سنين عدة دون أن يتكلم لغتك ويكاد يلم ببعض القليل من عاداتك وتقاليدك وثقافتك ومع ذلك يجاهر بمناقضتها في أحيانا كثيرة يثير التساؤل حول سياستك الثقافية المتبعة !
نحن في بلادنا نسمح لهم مع الأسف بالتأثير علينا بدلا من أن نؤثر فيهم وعليهم بتمسكنا بهويتنا وتراثنا وتاريخنا والإفتخار بها كما يفعلون هم بما لديهم في بلادهم وخارجها ، وأصبحنا نستحي من التحدث بلغتنا والتمسك بهويتنا خوفا من وصفنا بالجهل والتخلف ، واعتقدنا إن اللغة الإنجليزية دليل علم وتعليم ومعرفة ! هل هذا صحيح ؟ الجواب بالتأكيد لا ، لكنها عقدة النقص التي تأصلت مع الأسف لدى البعض !
والله من وراء القصد
حسن علي الأنصاري
أضف إلى ذلك ، وجود المتحف في المدينة التعليمية يثير التساؤل حول تبعيته ؛ هل هو لمؤسسة قطر أم لهيئة متاحف قطر ؟ فجميع الوسائل الإعلامية والملصقات والمنشورات الخاصة بحفل افتتاح المتحف أبرزت وبينت شعار المؤسستين معا . ولا ندري أيضا إلى من يتبع الكادر العامل في المتحف إذ نراهم في آن واحد في الجهتين ! وهنا تثار مسألة تداخل مجالات وتخصصات عمل المؤسسات إذ نرى كيف إن مؤسسات كمؤسسة قطر بمختلف فروعها وهيئة متاحف قطر والحي الثقافي تعمل في المجال الثقافي الذي يفترض أن يكون من صلب عمل وزارة الثقافة والفنون والتراث فقط وكل من يعمل أو يريد أن يعمل في المجال الثقافي يجب أن يكون تحت إشراف وزارة الثقافة والفنون والتراث ، لإن السياسة الثقافية الوطنية يجب أن تكون واحدة ذات استرتيجية ورؤية واضحة ، تعمل لتحقيق أهداف معروفة ومحددة تحت مظلة واحدة .
لم أحضر شخصيا حفل افتتاح متحف الفن العربي الحديث الذي أقيم مؤخرا في المدينة التعليمية ، لكنني هنا أنقل ملاحظات ومشاهدات بعض الأخوة القلائل إن لم أقل النادرين ممن حضروا حفل الإفتتاح من القطريين أو من العرب .
لقد اتسم حفل افتتاح متحف الفن العربي الحديث بالتغريب المطلق وانتزعت منه صفة التعريب على عكس ما كان يجب أن يكون نظرا لمناسبة الحدث ! فمثلا لم يبدأ الحفل بآيات من القران الكريم ، ولوحظ غياب بارز للقطريين الذين كان من السهل إحصاءهم من بين الحضور لقلة عددهم ، وكيف لا ولم يتم دعوة معظم الفنانين القطريين مع الأسف الشديد خاصة المتخصصين منهم في الفنون الحديثة لهذا الحفل !
على العكس من ذلك ، لوحظ الحضور البارز والطاغي للأجانب الغربيين الذين كانت اعدادهم كالجراد يلتهمون كل شيء ، فتحول الحفل بامتياز إلى حفل غربي لمناسبة افتتاح متحف عربي . فالكلمات التي ألقيت كانت باللغة الإنجليزية ولغة التخاطب كانت بالإنجليزية والفرقة الموسيقية كانت غربية عزفت موسيقى غربية وقدمت عروض غربية ، وطريقة خدمة الأكل والشرب ونوعيتها كما طريقة استهلاكها كانت كلها غربية ....الخ . تم كل ذلك في حفل افتتاح متحف عربي في بلد عربي !
ألم تكن تلك مناسبة بارزة لإبراز كل ما هو عربي ووطني له علاقة بموضوع الحدث ؟ ألم تكن تلك مناسبة لإبراز الهوية الوطنية والتاريخ والتراث والفنون الوطنية ذات الصلة والتي تعبر عن هوية المتحف ؟ لكن كيف نطلب ذلك والقائمين على المتحف أصلا ، ممن لفوا العالم للتعريف بالمتحف ، واصلوا التحدث باللغة الإنجليزية أثناء التقديم للمتحف في القاهرة ، مما أثار استياء وغضب النخب المصرية . يا ترى كيف قبل هؤلاء القائمين على المتحف بهكذا افتتاح مسخ ومشوه للفن العربي الحديث البعيد كل البعد عن كينونة المتحف ؟ هل أصبح الإنسلاخ عن الهوية الوطنية وتراثنا وتاريخنا سمة لدى هؤلاء ؟ هل يعتقد هؤلاء إن مجاملة الأجانب الغربيين على حساب قيمنا وعاداتنا سيلقى رضاهم عنهم ؟ يبدوا إن هؤلاء لن يترددوا في تغيير جلودهم لو أمكنهم ذلك !
عندما ترى اجنبيا يعيش في بلدك منذ سنين عدة دون أن يتكلم لغتك ويكاد يلم ببعض القليل من عاداتك وتقاليدك وثقافتك ومع ذلك يجاهر بمناقضتها في أحيانا كثيرة يثير التساؤل حول سياستك الثقافية المتبعة !
نحن في بلادنا نسمح لهم مع الأسف بالتأثير علينا بدلا من أن نؤثر فيهم وعليهم بتمسكنا بهويتنا وتراثنا وتاريخنا والإفتخار بها كما يفعلون هم بما لديهم في بلادهم وخارجها ، وأصبحنا نستحي من التحدث بلغتنا والتمسك بهويتنا خوفا من وصفنا بالجهل والتخلف ، واعتقدنا إن اللغة الإنجليزية دليل علم وتعليم ومعرفة ! هل هذا صحيح ؟ الجواب بالتأكيد لا ، لكنها عقدة النقص التي تأصلت مع الأسف لدى البعض !
والله من وراء القصد
حسن علي الأنصاري
، فتحول الحفل بامتياز إلى حفل غربي لمناسبة افتتاح متحف عربي . فالكلمات التي ألقيت كانت باللغة الإنجليزية ولغة التخاطب كانت بالإنجليزية والفرقة الموسيقية كانت غربية عزفت موسيقى غربية وقدمت عروض غربية ، وطريقة خدمة الأكل والشرب ونوعيتها كما طريقة استهلاكها كانت كلها غربية ....الخ . تم كل ذلك في حفل افتتاح متحف عربي في بلد عربي
ردحذفلا حول ولا قوة الا بالله
thanks hassan for your article. I am afraid everything in qatar became westernized i dont know why englsih language became the official instead of arabic everywhere
ردحذفsorry that am writing n english but i dont have arabic n my pc
i totally agree with u when u said that there must be a clear strategy for national cultural policy and that there should be main institution that supervise and orgnize cultural events in doha
i hope someone will take u r suggestion in consideration