اقترح تأسيس مركز وطني للترجمة
الأنصاري: القطري يعتز بتقديم الصورة الثقافية والمعرفية لبلاده
2010-11-22
الدوحة - رشيد يلوح
حسن علي الأنصاري من الكفاءات القطرية المتميزة في مجال اللغة والثقافة الفرنسية، حصل على ليسانس في اللغة والأدب الفرنسي، ثم ماجستير في تعليم اللغة الفرنسية من جامعة (روانغوات) الفرنسية، وعمل مدرسا للغة الفرنسية في مدارس قطر الثانوية لسنوات عديدة، وكان له حضور في الكثير من الندوات واللقاءات وورش عمل تتصل بتعليم اللغة الفرنسية واللغات الأخرى، وله إسهامات في الترجمة، خاصة بعد تركه مهنة التدريس مركزا جهوده في المجال الثقافي والتراثي؛ وترجم مقالات عديدة في مجلات وصحف عربية وفرنسية.
ومن أعمال حسن الأنصاري مشاركته في إصدار القاموس الإشاري الذي أعده المجلس الأعلى للأسرة؛ وهو باللغات الثلاث: العربية والإنجليزية والفرنسية، وساهم في تأليف كتاب عن تاريخ شبه الجزيرة العربية، وهو مبادرة من وزارة الخارجية الفرنسية، بتعاون مع الأستاذ محمد سعيد البلوشي؛ إذ أشرف الإثنان على إعداد الجانب الخاص بدولة قطر.
في هذا الحوار تطرح «العرب» مجموعة من الأسئلة المتعلقة بحضور الثقافة الفرنسية في الخليج العربي، وحول تجربة الأستاذ حسن الأنصاري باعتباره من أوائل الشباب القطريين الذين تخصصوا في اللغة والثقافة الفرنسية، وفي السياق ذاته تكتشف مقترحه بخصوص «مركز الترجمة الوطني»، وفي ثنايا هذا اللقاء أثار ضيفنا أيضا عددا من القضايا الثقافية
المهمة.
تشهد الدوحة منذ شهور عرسها الكبير عاصمة الثقافة العربية 2010..ما الذي يمكن أن تقدمه الثقافة للمجتمع العربي برأيك؟
- الثقافة هي عنوان أي مجتمع إنساني، وبدونها تصبح الحياة بلا معنى، الثقافة هي التي تجعلك تبدع اقتصاديا وعلميا وسياسيا، وهي التي تؤهلك للتواصل مع الآخرين وتجعلهم يحترمونك ويقدرونك، وهي التي تمنحك المناعة والقوة لمواجهة الأزمات والصعاب، ولا شك أن الجزء الأكبر من الضعف والانهيار الذي أصاب العرب يرجع إلى تفريطهم في ثقافتهم واحتقارها، إضافة إلى ترهيب وتهميش المثقف النزيه والمستقل، وفي المقابل تشجيع ثقافة الاستعراض والفلكلور، ودعم أشباه المثقفين وأنصافهم، ما أصاب الحياة الثقافية بالجمود والانحسار.
لذلك أعتز بمثل هذه المناسبات الثقافية التي تجمع المثقفين والمفكرين حول مائدة واحدة لتدارس الأوضاع، وتعيين مواطن الداء، وأرجو أن يؤدي المثقف العربي دوره المنوط به.
باعتبارك متخصصا قطريا في الثقافة الفرنسية، كيف ترى الحضور الثقافي الفرنسي في قطر والخليج عموما؟
- دعني أحدثك بمنتهى الصراحة في هذا الموضوع، في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي كان للفرنسيين اهتمام كبير بنشر ثقافتهم في دول الخليج العربي، من خلال أنشطة وبرامج ثقافية وفنية متنوعة ومكثفة، لكننا لاحظنا تراجعا في السنوات الأخيرة، وأصبحت العلاقات الثقافية ضعيفة، حتى اللغة الفرنسية ألغيت من المدارس القطرية. أعتقد أن الفرنسيين اقتنعوا بأن تأثيرهم الثقافي في المنطقة سيبقى محدودا، مع وجود الهيمنة الثقافية الأنجلوسكسونية.
ما رأيك في فكرة تنويع الشركاء الثقافيين؟
- الأصل أن نتعامل مع ثقافات مختلفة ومتعددة ونحاول التعرف عليها، وفي المقابل ينبغي لنا نحن أيضا أن نُعرف بثقافتنا، وقد حاولنا في أكثر من مناسبة أن ننظم بعض الفعاليات الخاصة بثقافتنا في فرنسا، إلا أن تأثيرها بقي محدودا جدا، ونحن للأسف ليست لدينا القدرة على التعامل مع المؤسسات الثقافية الفرنسية والتأثير فيها، مثلا مركز جورج بومبيدو، وهو من المراكز الثقافية الفرنسية المهمة ويعرف إقبالا كبيرا، نحن للأسف ليس لدينا معه أي تعامل، وينبغي لنا أن لا نقصر تعاملنا مع وزارة الثقافة الفرنسية وحدها، بل يجب البحث عن شركاء ثقافيين مستقلين أو خواص في فرنسا.
هناك سبب آخر لضعف التعامل مع الشريك الفرنسي وهو قلة إمكاناتنا البشرية في هذا المجال، وحتى الكفاءات الوطنية القادرة في هذا المجال، لا تلقى اهتماما ولا تشجيعا.
هل لك أن تعطينا فكرة عن حجم المترجم من الثقافة القطرية إلى اللغة الفرنسية؟
- المترجم من اللغة الفرنسية إلى العربية كبير جدا بالمقارنة مع المترجم من العربية إلى الفرنسية، أما المترجم من الثقافة والإبداع القطري إلى الفرنسية فلا يزال ضعيفا جدا، بل شبه منعدم، وبحسب علمي، هناك كتاب في مجال التنقيبات الأثرية في قطر ترجم في جزأين، بينما ترجم كل من ديوان «مزن» للشاعر سنان المسلماني، وندوة «الفنون الإسلامية» إلى الفرنسية والإنجليزية، أما ما ترجم إلى اللغات الأخرى من أعمالنا القطرية لدينا مسرحيتان «قصة حب وطارة» و «القرن الأسود» للكاتب حمد الرميحي ترجمتا إلى اللغة الإنجليزية، أنت ترى أن العمل محدود جدا، رغم الجهود الطيبة التي يبذلها الإخوة في مركز الترجمة بوزارة الثقافة، لذلك أنا أدعو إلى إنشاء مركز وطني للترجمة، يؤسس عمله على مشروع ترجمة عالمي، يترجم من العربية إلى كل اللغات العالمية، كما يترجم من هذه اللغات أيضا إلى العربية. لهذا أنا أدعو الشباب القطريين إلى التخصص في مجال الترجمة وعلومها.
هل يمكنك أن تقدم لنا ملامح من مقترحك «المركز الوطني للترجمة»؟
- يرى الكثير من الفاعلين في الساحة الثقافية القطرية ضرورة وجود مركز بأطر وكفاءات وطنية وعربية متخصصة وإمكانات كافية للقيام برسالة الترجمة لإنجاز أكبر قدر من الترجمة للإصدارات الحديثة في المجالات العلمية والأدبية المختلفة من وإلى اللغة العربية، وذلك بهدف التعرف على الثقافات الأخرى، ودعم قيم التفاهم والصداقة بين الشعوب والأمم، ورفد الثقافة الوطنية والعربية بتيارات ثقافية وعلمية جديدة، ووضع الثقافة الوطنية على خريطة الأبحاث العلمية والإبداعات البشرية في شتى المجالات، وتحفيز المبدعين والباحثين والعلماء على مواصلة الإبداع والبحث العلمي المتطور بنشر أعمالهم على أكبر رقعة ممكنة في العالم.
وأشدد على أن يكون على رأس أولويات هذا المركز نقل الثقافة والتراث القطري إلى اللغات الأجنبية. لأن قطر تزخر بالتراث والتقاليد الثقافية المبهرة والمثيرة لاهتمام العالم، لدينا حكايات قديمة مليئة بالإشارات العميقة والحكيمة وألعاب شعبية ذكية ومسلية وألبسة متميزة وأطعمة ونمط حياة تقليدي جميل جدا، هذا في الجانب القديم والموروث، أما في الانتاج المعاصر فقطر تزخر بالمبدعين، كتاب وشعراء وخطاطون ورسامون لهم بصمتهم الخاصة، ولاشك أن القراء والمهتمين من الثقافات العالمية المختلفة سيعجبون بعطاء هؤلاء المبدعين.
والمواطن القطري سيعتز بتقديم الصورة الثقافية والمعرفية لبلاده بعيدا عن الصورة النمطية التي أصبح العالم يحملها عنا أننا بلد نفط وغاز فقط، لا بد من تعريف العالم بكنوزنا التراثية وإبداعات شعرائنا وأدبائنا ومفكرينا.. أنت ترى حتى بعض الأجانب المقيمين في قطر لسنوات يغادرونها دون أن تكون لديهم فكرة عن ثقافتنا وتراثنا.. حتى الكتب الموجودة مثلا في المكتبات العالمية عن قطر لا تتعدى كونها كتبا سياحية موجزة تعرف بالبلاد.
وأدعو لأن تكون للمركز استراتيجية محكمة وناجعة لتدبير التوزيع في أهم المحطات العالمية التي تقرأ اللغات المترجم إليها، التوزيع مسألة في غاية الأهمية والخطورة، فهو المؤشر الحقيقي على نجاح المشروع. أقترح مثلا أن نتعاون مع دور نشر عالمية في هذا الشأن.. ويمكن التعاون مع الشركات الأجنبية الكبرى الموجودة في البلاد فيما يخص طباعة ونشر بعض الكتب في بلدانها.
وماذا عن هياكل هذا المركز؟
- انظر يا أخي، الهياكل مهمة جدا لكن الأهم منها الكفاءة المناسبة في مكانها المناسب، وحين أتحدث عن الكفاءة أقصد الرجل القوي الأمين، هذا هو الأساس، وهو الذي يفعل الهياكل ويضخ فيها الحياة والجدوى، وبدونه تبقى المؤسسة صورة بلا مضمون.
أقترح في جانب الهياكل والأقسام، إنشاء قسم أو وحدة خاصة للحصول على البيبلوغرافيا التي تصدرها دور النشر العربية والعالمية المختلفة في مواعيدها لمتابعة كل ما يستجد من إصدارات ومواكبتها. وتشكيل لجنة من تخصصات مختلفة لتحديد الكتب والإبداعات التي ينبغي ترجمتها من اللغات الأجنبية إلى العربية ومن اللغة العربية إلى اللغات الأجنبية، ويفضل أن يكون للمركز مطبعة خاصة توفيرا للجهد والوقت والمال، وتشكيل وحدات للحصول على حقوق الترجمة والنشر والتوزيع وحقوق التأليف، الاستفادة من أعمال المبدعين المواطنين والعرب الحاصلين على جوائز إقليمية أو عالمية لنشرها باللغات الأجنبية في مختلف دول العالم، اختيار متخصصين، خاصة في الدول العربية، لمتابعة الإصدارات المختلفة في دولهم وترشيح ما يستحق الترجمة في الاتجاهين.
ألديك ملاحظات بخصوص معرض الكتاب؟
- أشكر المسؤولين في وزارة الثقافة ودار الكتب على جهودهم الكريمة في هذا الصدد، ولا شك في كونها مبادرات نعتز بها، إلا أن أي عمل بشري يبقى دائما في حاجة إلى المزيد، لذلك أقترح أن يسير المعرض في اتجاه ثقافي أعمق، بحيث يكون مناسبة لاطلاع الجمهور على أنشطة وفعاليات تجعله في قلب الثقافة والمعرفة، وهنا أقترح مثلا على المسؤولين إدخال منصة المحاضرات واللقاءات الثقافية إلى داخل صالة العرض، بحيث يكون الزائر على احتكاك مباشر مع الحدث الثقافي والفني، ومن الناحية التقنية يمكن إيجاد حلول مناسبة لهذه المنصة، وبالإضافة إلى المحاضرات والندوات وعرض الكتب وأيضا الأمسيات الشعرية، يمكن لهذه المنصة أن تكون منبرا ملائما لتقديم أشخاص معروفين وطنيا أو إقليميا أو عالميا لديهم تجارب ناجحة في حياتهم، سواء في الجانب الثقافي أو الاقتصادي أو الرياضي.. مثلا أن تعرض هناك عروض مسرحية مصغرة، أو عزف موسيقي أو عروض أطفال.. أظن أن هذه الأفكار ستعطي للمعرض بعدا ثقافيا أعمق.
الأنصاري: القطري يعتز بتقديم الصورة الثقافية والمعرفية لبلاده
2010-11-22
الدوحة - رشيد يلوح
حسن علي الأنصاري من الكفاءات القطرية المتميزة في مجال اللغة والثقافة الفرنسية، حصل على ليسانس في اللغة والأدب الفرنسي، ثم ماجستير في تعليم اللغة الفرنسية من جامعة (روانغوات) الفرنسية، وعمل مدرسا للغة الفرنسية في مدارس قطر الثانوية لسنوات عديدة، وكان له حضور في الكثير من الندوات واللقاءات وورش عمل تتصل بتعليم اللغة الفرنسية واللغات الأخرى، وله إسهامات في الترجمة، خاصة بعد تركه مهنة التدريس مركزا جهوده في المجال الثقافي والتراثي؛ وترجم مقالات عديدة في مجلات وصحف عربية وفرنسية.
ومن أعمال حسن الأنصاري مشاركته في إصدار القاموس الإشاري الذي أعده المجلس الأعلى للأسرة؛ وهو باللغات الثلاث: العربية والإنجليزية والفرنسية، وساهم في تأليف كتاب عن تاريخ شبه الجزيرة العربية، وهو مبادرة من وزارة الخارجية الفرنسية، بتعاون مع الأستاذ محمد سعيد البلوشي؛ إذ أشرف الإثنان على إعداد الجانب الخاص بدولة قطر.
في هذا الحوار تطرح «العرب» مجموعة من الأسئلة المتعلقة بحضور الثقافة الفرنسية في الخليج العربي، وحول تجربة الأستاذ حسن الأنصاري باعتباره من أوائل الشباب القطريين الذين تخصصوا في اللغة والثقافة الفرنسية، وفي السياق ذاته تكتشف مقترحه بخصوص «مركز الترجمة الوطني»، وفي ثنايا هذا اللقاء أثار ضيفنا أيضا عددا من القضايا الثقافية
المهمة.
تشهد الدوحة منذ شهور عرسها الكبير عاصمة الثقافة العربية 2010..ما الذي يمكن أن تقدمه الثقافة للمجتمع العربي برأيك؟
- الثقافة هي عنوان أي مجتمع إنساني، وبدونها تصبح الحياة بلا معنى، الثقافة هي التي تجعلك تبدع اقتصاديا وعلميا وسياسيا، وهي التي تؤهلك للتواصل مع الآخرين وتجعلهم يحترمونك ويقدرونك، وهي التي تمنحك المناعة والقوة لمواجهة الأزمات والصعاب، ولا شك أن الجزء الأكبر من الضعف والانهيار الذي أصاب العرب يرجع إلى تفريطهم في ثقافتهم واحتقارها، إضافة إلى ترهيب وتهميش المثقف النزيه والمستقل، وفي المقابل تشجيع ثقافة الاستعراض والفلكلور، ودعم أشباه المثقفين وأنصافهم، ما أصاب الحياة الثقافية بالجمود والانحسار.
لذلك أعتز بمثل هذه المناسبات الثقافية التي تجمع المثقفين والمفكرين حول مائدة واحدة لتدارس الأوضاع، وتعيين مواطن الداء، وأرجو أن يؤدي المثقف العربي دوره المنوط به.
باعتبارك متخصصا قطريا في الثقافة الفرنسية، كيف ترى الحضور الثقافي الفرنسي في قطر والخليج عموما؟
- دعني أحدثك بمنتهى الصراحة في هذا الموضوع، في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي كان للفرنسيين اهتمام كبير بنشر ثقافتهم في دول الخليج العربي، من خلال أنشطة وبرامج ثقافية وفنية متنوعة ومكثفة، لكننا لاحظنا تراجعا في السنوات الأخيرة، وأصبحت العلاقات الثقافية ضعيفة، حتى اللغة الفرنسية ألغيت من المدارس القطرية. أعتقد أن الفرنسيين اقتنعوا بأن تأثيرهم الثقافي في المنطقة سيبقى محدودا، مع وجود الهيمنة الثقافية الأنجلوسكسونية.
ما رأيك في فكرة تنويع الشركاء الثقافيين؟
- الأصل أن نتعامل مع ثقافات مختلفة ومتعددة ونحاول التعرف عليها، وفي المقابل ينبغي لنا نحن أيضا أن نُعرف بثقافتنا، وقد حاولنا في أكثر من مناسبة أن ننظم بعض الفعاليات الخاصة بثقافتنا في فرنسا، إلا أن تأثيرها بقي محدودا جدا، ونحن للأسف ليست لدينا القدرة على التعامل مع المؤسسات الثقافية الفرنسية والتأثير فيها، مثلا مركز جورج بومبيدو، وهو من المراكز الثقافية الفرنسية المهمة ويعرف إقبالا كبيرا، نحن للأسف ليس لدينا معه أي تعامل، وينبغي لنا أن لا نقصر تعاملنا مع وزارة الثقافة الفرنسية وحدها، بل يجب البحث عن شركاء ثقافيين مستقلين أو خواص في فرنسا.
هناك سبب آخر لضعف التعامل مع الشريك الفرنسي وهو قلة إمكاناتنا البشرية في هذا المجال، وحتى الكفاءات الوطنية القادرة في هذا المجال، لا تلقى اهتماما ولا تشجيعا.
هل لك أن تعطينا فكرة عن حجم المترجم من الثقافة القطرية إلى اللغة الفرنسية؟
- المترجم من اللغة الفرنسية إلى العربية كبير جدا بالمقارنة مع المترجم من العربية إلى الفرنسية، أما المترجم من الثقافة والإبداع القطري إلى الفرنسية فلا يزال ضعيفا جدا، بل شبه منعدم، وبحسب علمي، هناك كتاب في مجال التنقيبات الأثرية في قطر ترجم في جزأين، بينما ترجم كل من ديوان «مزن» للشاعر سنان المسلماني، وندوة «الفنون الإسلامية» إلى الفرنسية والإنجليزية، أما ما ترجم إلى اللغات الأخرى من أعمالنا القطرية لدينا مسرحيتان «قصة حب وطارة» و «القرن الأسود» للكاتب حمد الرميحي ترجمتا إلى اللغة الإنجليزية، أنت ترى أن العمل محدود جدا، رغم الجهود الطيبة التي يبذلها الإخوة في مركز الترجمة بوزارة الثقافة، لذلك أنا أدعو إلى إنشاء مركز وطني للترجمة، يؤسس عمله على مشروع ترجمة عالمي، يترجم من العربية إلى كل اللغات العالمية، كما يترجم من هذه اللغات أيضا إلى العربية. لهذا أنا أدعو الشباب القطريين إلى التخصص في مجال الترجمة وعلومها.
هل يمكنك أن تقدم لنا ملامح من مقترحك «المركز الوطني للترجمة»؟
- يرى الكثير من الفاعلين في الساحة الثقافية القطرية ضرورة وجود مركز بأطر وكفاءات وطنية وعربية متخصصة وإمكانات كافية للقيام برسالة الترجمة لإنجاز أكبر قدر من الترجمة للإصدارات الحديثة في المجالات العلمية والأدبية المختلفة من وإلى اللغة العربية، وذلك بهدف التعرف على الثقافات الأخرى، ودعم قيم التفاهم والصداقة بين الشعوب والأمم، ورفد الثقافة الوطنية والعربية بتيارات ثقافية وعلمية جديدة، ووضع الثقافة الوطنية على خريطة الأبحاث العلمية والإبداعات البشرية في شتى المجالات، وتحفيز المبدعين والباحثين والعلماء على مواصلة الإبداع والبحث العلمي المتطور بنشر أعمالهم على أكبر رقعة ممكنة في العالم.
وأشدد على أن يكون على رأس أولويات هذا المركز نقل الثقافة والتراث القطري إلى اللغات الأجنبية. لأن قطر تزخر بالتراث والتقاليد الثقافية المبهرة والمثيرة لاهتمام العالم، لدينا حكايات قديمة مليئة بالإشارات العميقة والحكيمة وألعاب شعبية ذكية ومسلية وألبسة متميزة وأطعمة ونمط حياة تقليدي جميل جدا، هذا في الجانب القديم والموروث، أما في الانتاج المعاصر فقطر تزخر بالمبدعين، كتاب وشعراء وخطاطون ورسامون لهم بصمتهم الخاصة، ولاشك أن القراء والمهتمين من الثقافات العالمية المختلفة سيعجبون بعطاء هؤلاء المبدعين.
والمواطن القطري سيعتز بتقديم الصورة الثقافية والمعرفية لبلاده بعيدا عن الصورة النمطية التي أصبح العالم يحملها عنا أننا بلد نفط وغاز فقط، لا بد من تعريف العالم بكنوزنا التراثية وإبداعات شعرائنا وأدبائنا ومفكرينا.. أنت ترى حتى بعض الأجانب المقيمين في قطر لسنوات يغادرونها دون أن تكون لديهم فكرة عن ثقافتنا وتراثنا.. حتى الكتب الموجودة مثلا في المكتبات العالمية عن قطر لا تتعدى كونها كتبا سياحية موجزة تعرف بالبلاد.
وأدعو لأن تكون للمركز استراتيجية محكمة وناجعة لتدبير التوزيع في أهم المحطات العالمية التي تقرأ اللغات المترجم إليها، التوزيع مسألة في غاية الأهمية والخطورة، فهو المؤشر الحقيقي على نجاح المشروع. أقترح مثلا أن نتعاون مع دور نشر عالمية في هذا الشأن.. ويمكن التعاون مع الشركات الأجنبية الكبرى الموجودة في البلاد فيما يخص طباعة ونشر بعض الكتب في بلدانها.
وماذا عن هياكل هذا المركز؟
- انظر يا أخي، الهياكل مهمة جدا لكن الأهم منها الكفاءة المناسبة في مكانها المناسب، وحين أتحدث عن الكفاءة أقصد الرجل القوي الأمين، هذا هو الأساس، وهو الذي يفعل الهياكل ويضخ فيها الحياة والجدوى، وبدونه تبقى المؤسسة صورة بلا مضمون.
أقترح في جانب الهياكل والأقسام، إنشاء قسم أو وحدة خاصة للحصول على البيبلوغرافيا التي تصدرها دور النشر العربية والعالمية المختلفة في مواعيدها لمتابعة كل ما يستجد من إصدارات ومواكبتها. وتشكيل لجنة من تخصصات مختلفة لتحديد الكتب والإبداعات التي ينبغي ترجمتها من اللغات الأجنبية إلى العربية ومن اللغة العربية إلى اللغات الأجنبية، ويفضل أن يكون للمركز مطبعة خاصة توفيرا للجهد والوقت والمال، وتشكيل وحدات للحصول على حقوق الترجمة والنشر والتوزيع وحقوق التأليف، الاستفادة من أعمال المبدعين المواطنين والعرب الحاصلين على جوائز إقليمية أو عالمية لنشرها باللغات الأجنبية في مختلف دول العالم، اختيار متخصصين، خاصة في الدول العربية، لمتابعة الإصدارات المختلفة في دولهم وترشيح ما يستحق الترجمة في الاتجاهين.
ألديك ملاحظات بخصوص معرض الكتاب؟
- أشكر المسؤولين في وزارة الثقافة ودار الكتب على جهودهم الكريمة في هذا الصدد، ولا شك في كونها مبادرات نعتز بها، إلا أن أي عمل بشري يبقى دائما في حاجة إلى المزيد، لذلك أقترح أن يسير المعرض في اتجاه ثقافي أعمق، بحيث يكون مناسبة لاطلاع الجمهور على أنشطة وفعاليات تجعله في قلب الثقافة والمعرفة، وهنا أقترح مثلا على المسؤولين إدخال منصة المحاضرات واللقاءات الثقافية إلى داخل صالة العرض، بحيث يكون الزائر على احتكاك مباشر مع الحدث الثقافي والفني، ومن الناحية التقنية يمكن إيجاد حلول مناسبة لهذه المنصة، وبالإضافة إلى المحاضرات والندوات وعرض الكتب وأيضا الأمسيات الشعرية، يمكن لهذه المنصة أن تكون منبرا ملائما لتقديم أشخاص معروفين وطنيا أو إقليميا أو عالميا لديهم تجارب ناجحة في حياتهم، سواء في الجانب الثقافي أو الاقتصادي أو الرياضي.. مثلا أن تعرض هناك عروض مسرحية مصغرة، أو عزف موسيقي أو عروض أطفال.. أظن أن هذه الأفكار ستعطي للمعرض بعدا ثقافيا أعمق.
يا ريت والله يسوون مركز .ما اخبار مركز الترجمة في الثقافة الذي كان يرأسه د حسام الخطيب ؟
ردحذفاقترح على الاخ الانصاري تولي ترجمه كتب مختاره عن قطر بالتعاون مع دور نشر فرنسيه اعتمادا على نفسه وعلاقاته الشخصيه والا فان الانجلوسكسونيه غالبه في البلد وفي قطر فونديشن واذا لم تسعفه علاقاته فلن تفيده مهارته ..للاسف .
ردحذفشكرا للأخ س على اهتمامه لكن كيف لي وأنا الفرد البسيط أن أضاهي مؤسسة في حجم قطر فونديشن . أنا على استعداد للترجمة لكن كيف لي أن أقوم بذلك إذا لم تولي الدولة الأهتمام الكافي بالمسألة ، من هنا يأتي اقتراحي بتأسيس مركز وطني للترجمة يستطيع أن يرعاني ويرعى غيري ،
ردحذفشكراً على هذه الصراحة حول هموم الترجمة في دولة قطر ... و كيف ممكن التعريف بالثقافة والتراث والتاريخ في دولة قطر من خلال ترجمة الاصدارات المحلية حتى نستطيع التواصل مع الاخر ... وهذا ما قامت به الحضارة الاسلامية عندم افتحت على العالم ترجمت ما كتب واضافت عليه ... ولكن نحن الان أين من كل هذا؟ العالم العربي كله لا يترجم ما تقوم به أسبانيا حيث تترجم حوالي 300 كتاب في السنة والعالم العربي مجتمع لا يترجم ربع هذا الرقم ؟ أن أنشاء مركز وطنى للترجمة هو حلم عربي وإذا نفذ في قطر يعتبر مكسب لنا !
ردحذف