الأحد، 23 أكتوبر 2011

هيئة متاحف أم هيئة مطابخ ؟!


يعلم الأخوة القراء بأنني اكتب دائما عن ما يجري في هيئة متاحف قطر . وقد يستشعر البعض خصومة ما بيني وبين من يديرون الهيئة الآن من خلال ما اكتب ، وخاصة إن معظم مقالاتي تركز على توجيه الإنتقادات إلى ما يجري في هذه الهيئة من مخالفات وتجاوزات وحرب شعواء على الكفاءات القطرية في مجال المتاحف والآثار ، لكنني لا أبتغي إلا كل ما هو في مصلحة الوطن والمواطن والله يشهد . وقد يظن البعض أنني متحامل جدا على من هم في الهيئة قائلا هل يعقل ألا يوجد إلا الإنتقاد ولا يوجد ما يشكرون عليه من جهد أو عمل ؟! .

أريد أن يعلم أخي القارىء بأنني لا اكتب إلا الحقيقة وعن الحقيقة ؛ لقد تحولت هيئة متاحف قطر إلى مجرد واجهة دون جوهر أو مضمون ، لجأت لأسلوب البهرجة والاستعراض لتقول أنها موجودة . ولا صعوبة في استكشاف ذلك ، إذ عليكم فقط متابعة أنشطة وفعاليات هذه الهيئة في مجال المتاحف والآثار لتجدوها ضئيلة جدا مقارنة بأنشطة وفعاليات االجهات الأخرى على مدار العام . ولأن من يقوم على أمر إدارة الهيئة الآن لا علاقة له البتة بمجال عملها تراه وقد افتعل بعض الأنشطة والفعاليات والمناسبات البعيدة كل البعد عن عمل الهيئة كتنظيم رحلات خارجية لموظفي الهيئة أو تنظيم عشاء أو مناسبة رياضية أو رعاية بعض الأحداث خارج نطاق عمل الهيئة . والرعاية لا يجب أن تكون من عمل الهيئة ، إذ ليس من عملها هدر الأموال للآخرين ، بل الواجب عليها البحث عن الرعاية لتنظيم الفعاليات ذات الصلة بعملها ، خاصة وأنها تعتبر من الجهات التشغيلية !.
عندما تذهب أخي القارىء لبرج المكاتب الرئيسي لهيئة متاحف قطر فأنك ستعتقد بأنك أمام جهة حكومية ذات أهمية استراتيجية عالية من هول ما تراه من اعداد موظفي الأمن المنتشرين أمام وحول وداخل المبنى . كما انك لن تستطيع الدخول مباشرة بسبب الحواجز التي لا تسمح إلا لمن يحمل بطاقة بالمرور ، وعليك طلب الأذن للدخول وتعريف الشخص الذي تذهب إليه وما إذا كان لديك موعد معه أم لا ! قد يكون الإجراء مقبولا ، لكن وسط هذه الهالة فأن القصد معروف والذي لا يخرج عن نطاق البهرجة والإستعراض كما قلت لتغطية النقص الفاضح في العمل المتحفي والآثاري . في المقابل ، عندما تزور وزارة الثقافة التي يعد حجمها أكبر من حجم الهيئة بعشرات المرات فأنك لن تجد أدنى صعوبة في التوجه لمن تريد فيها .
في برج هيئة متاحف قطر لن تجد إلا الإداريين وموظفي الخدمات وقد استولوا على معظم طوابق البرج ، وستجد صعوبة في العثور على موظفين قطريين متخصصين في مجال عمل الهيئة المتمثلة في المتاحف والآثار . وإذا أردت أن تقوم بجولة في الطوابق فأنك ستقع ، بالإضافة إلى المكاتب الإدارية والخدماتية ، على نادي الرفاه الصحي في أحد الطوابق للاهتمام بالاوضاع الصحية والنفسية للموظفين وعلاجها كما يقولون وعلى كافتيريا في طابق آخر وربما على حضانة لأطفال موظفي الهيئة !!!. ولك أن تتخيل أخي أعداد الموظفين في ما ذكر وتكاليفهم الباهظة !
يبدو أن إدارة الهيئة لم تكتفي بذلك حيث قامت في الفترة الأخيرة بتعيين أعداد كبيرة من الطباخين ومساعدي الطباخين والنادلين والنادلات والخدم ومندوبي مشتريات مواد غذائية وسائقين ومحاسبين وأمناء صندوق وأمناء مخازن ، وصل عددهم ربما لأكثر من الثلاثين أو الأربعين ، من جنسيات مختلفة وصلت إلى أمريكا الجنوبية وجنوب أفريقيا ، للعمل ربما في مطابخ ومطاعم أو غيرها تابعة للهيئة . وقد أعلنت عن هذه التعيينات الجديدة إدارة الموارد البشرية ، التي بها مديران، من خلال رسائل الكترونية موجهة لجميع موظفي الهيئة في الوقت التي قامت به بارسال رسائل إحالة إلى التقاعد إلى حوالي خمسة وسبعين من خيرة الكفاءات القطرية في مجال المتاحف والآثار باسلوب فض غير اخلاقي ؟؟؟!!! . وبالطبع سيكون لنا حديث حول موضوع التقاعد هذا الأسبوع القادم بإذنه تعالى .
إن ما يجري في هيئة متاحف قطر يؤكد مدى التخبط التي تعاني منها الإدارة الحالية ولم تعد تميز بين ما هو عمل الهيئة الحقيقي وعملها الثانوي . ومرد ذلك بطبيعة الحال إلى أن من يقوم على إدارة الهيئة لا علاقة له بعملها وأكرر ذلك للمرة الألف . لذلك عزيزي القارىء ، لا تستغرب هذه التصرفات منهم ولا تستغرب حربهم الشعواء المستمرة على الكفاءات القطرية ومحاولاتهم الدؤوبة لأقصاءهم والتي بدأت بأقصاء عدد خمسة وسبعين منهم مع الأسف وسط لا مبالاة تامة من الجهات الرقابية والإشرافية !!!.
لك أن تتخيل أخي الكريم هدر المال العام المتمثل في حجم تكاليف هؤلاء الطباخين والنادلين وغيرهم من رواتب وخلافه ، وهم الذين يعدون الآن على كادر الهيئة ، هذا دون الحديث عن تكاليف تشغيل المطاعم والمطابخ ؟!. ألم يكن من الأحرى تأجير المساحات المخصصة لهكذا نشاط إلى أحد المتعهدين كما تجري العادة في وضع كهذا في جهة كهذه أم إن الإدارات الضخمة في هيئة متاحف قطر التي يديرها مدراء برواتب خيالية فشلت في العثور أو الإتفاق مع أحدهم لشغل تلك المساحات فقررت الهيئة القيام بهذا العمل بنفسها ؟؟؟!!!.   


هناك تعليقان (2):

  1. اقدر جهدك في التصريح ورغبتك في الاصلاح وعليك بالتسجيل في توتير لتجد مقالاتك ودعوتك للإصلاح فضاء ارحب ننتظرك في توتير

    ردحذف
  2. يا ريتهم يرسلون طباخ للمتحف الاسلامي! من ٢٠٠٨ واحنا نسمع انهم بيفتحون مقهى في الدور الأرضي ومطعم في الدور الأخير، وبعد ثلاث سنوات ما في غير آلة للشوكلاتة والشيبس والمشروبات الغازية، ولا تقبل غير الريالات ههههه إيش الصعوبة في إنهم يتعاقدون مع متعهد مثل ما قلت؟ أحياناً أحس إنهم ما يبون الناس يزورون المتحف.. لأن افتتاح مقهى شي بسيط جداً وما يكلف! شي غريب!

    ردحذف