الثلاثاء، 27 ديسمبر 2011

المدير الذي تهرب من حضور الندوة حول المتاحف في الشارقة ؟!


قام الأخوة في إدارة متاحف الشارقة ومتحف الشارقة للآثار مؤخرا بتنظيم ندوة قيمة على مدار يومين بعنوان " متاحفنا بين الواقع والطموح ، نحو بيئة عمل نموذجية في المتاحف الخليجية " بمشاركة خليجية وعربية وعالمية واسعة . وقد أتت هذه الندوة الهامة ضمن برامج الفعاليات الثقافية التي تنظمها إدارة متاحف الشارقة لمناقشة كل الجوانب التي من شأنها تطوير العمل المتحفي والبيئة العملية في المتاحف الخليجية .
هدفت هذه الندوة بالتحديد إلى مناقشة العلاقة بين المتاحف وكل من المدارس والجامعات والمؤسسات الثقافية وآفاقها وسبل تعزيزها ومعالجة المعوقات والتحديات التي تعترض طريقها وتطويرها .  وقد دارت محاور الندوة حول الصلة بين برامج الدراسات المتحفية في الجامعات واحتياجات المتاحف الفعلية ، والعلاقة بين المدارس والجامعات من جهة والمتاحف من جهة أخرى والتحديات التي تواجهها وسبل تجاوزها ، ودور المؤسسات الثقافية في تنمية بيئة العمل في المتاحف وأهمية تعاون المتاحف معها في تحقيق ذلك ، وأهمية دور المتاحف بالتعاون مع المؤسسات الثقافية والمدارس والجامعات في تنمية ثقافة المتاحف في مجتمعاتها ، وأهمية نشر الأبحاث والدراسات ذات الصلة وطرح البرامج المحفزة لزيارة المتاحف . وقد تناولت الندوة عرضا لتجارب وممارسات ناجحة لبعض الجهات في مجال التعاون وتطوير العلاقة بين المتاحف والجامعات والمؤسسات الثقافية .

وقد أتت هذه الندوة في إطار الحرص على التعرف على التجارب والخبرات المطبقة في مناطق العالم المختلفة في عالم المتاحف ، وبخاصة المتقدمة منها ، للإستفادة منها لأهميتها في تعزيز السياسات الرامية إلى حماية التراث الثقافي في العالم العربي ، والحرص على تفعيل دور المتاحف العربية عموما والخليجية منها خصوصا وتحويلها إلى مؤسسات فاعلة في العمل الثقافي في مجتمعاتها ، والخروج بتصور لمنهج عملي وعلمي يسمو بالعلاقة بين المتاحف والمدارس والجامعات والمؤسسات الثقافية ويعمقها في سبيل تقديم خدمة تعليمية وثقافية متأصلة لمختلف شرائح زوارها وفئات مجتمعاتها .
ونظرا لأهمية موضوع الندوة ومحاورها التي تمثلت في مناقشة وبحث العلاقة بين المتاحف والمدارس والجامعات والمؤسسات الثقافية ، خاصة وأن هذا الموضوع لم يأخذ حقه في النقاش على الرغم من بناء العديد من المتاحف الجديدة في منطقة الخليج إضافة إلى مشاريع مطروحة لبناء متاحف ، حرصت الإدارات والجهات الممثلة والعاملة في مجال المتاحف والآثار في دول الخليج على تلبية الدعوات التي وجهت لهم من قبل الأخوة المنظمون في الشارقة لحضور هذه الندوة القيمة ، إلا أن المفاجأة الغير سارة تمثلت في غياب تام لهيئة متاحف قطر ، الجهة التي يفترض أنها تمثل المتاحف والآثار في دولة قطر . وعند سؤال الأخوة منظمي الندوة حول غياب من يمثل هيئة متاحف قطر في هذه الندوة ، تبين إن الأخوة كانوا قد أرسلوا دعوة للسيد مدير هيئة متاحف قطر للحضور والمشاركة في هذه الندوة القيمة وذات الفائدة العالية . وعندما لم يتلقى الأخوة المنظمون أي رد من هيئة متاحف قطر على الدعوة بعد مرور حوالى أربعة أسابيع من ارسالها ، ولحرص الأخوة المنظمون على اهمية حضور وتواجد من يمثل دولة قطر في هذه الندوة ، قام أحدهم بالإتصال شخصيا بمدير الهيئة لدعوته لحضور الندوة طالبا منه أن يرسل على الأقل آخرين ممثلين عن هيئة متاحف قطر ، شريطة أن يكونوا قطريين ، إن لم يستطع هو الحضور شخصيا . وقد وعده مدير الهيئة باتخاذ اللازم والرد عليه فورا في اليوم التالي للمكالمة التليفونية نظرا لقصر المدة المتبقية على إقامة الندوة ، إلا أن ذلك لم يتم نهائيا والى يومنا هذا ، وقد إنفضت الندوة واستفاد منها الآخرين وأثبتوا حضورهم فيها . وقد أعرب الأخ الفاضل من الشارقة عن أسفه الشديد لغياب هيئة متاحف قطر عن هذه الندوة ولتجاهل السيد مدير هيئة متاحف قطر لدعوتهم  لحضور الندوة والتي أتت طبيعية من منطلق التعاون المشترك بين دول الخليج العربية .
يبدو أن السيد مدير هيئة متاحف قطر تعمد التهرب من حضور هذه الندوة التخصصية في المتاحف التي تأتي من صلب عمله كما يفترض - وهو الذي لا نراه أصلا في الندوات والفعاليات الثقافية المحلية - خوفا من أن يتعرض لمواقف قد تعرضه للاحراج الشديد كالطلب منه مثلا بالمشاركة بورقة عمل ما أو بمساهمة ما أو برأي ما في هذه الندوة أو على الأقل بسؤال ما يعلم بأنه أضعف من أن يكون قادرا على القيام بذلك ، أو حتى ربما خوفا من أن توجه له بعض الأسئلة عن متاحف قطر يعلم تماما أنه لن يكون قادرا على الإجابة عليها ؟!!!. لكن يا ترى لماذا لم يرسل شخصا أو أشخاصا آخرين من الكوادر القطرية يمثلون هيئة متاحف قطر في هذه الندوة كما طلب منه الأخوة المنظمون ؟ هل لأنه يخاف من أن يبرز أو يظهر شخص قطري آخر محله من الهيئة في حدث عام يخطف الأضواء منه خاصة وأنه من المعروف عنه إقصاءه وتهميشه ومحاربته الشرسة للكفاءات والكوادر القطرية ، ولهذا لا نستغرب هذا العدد الماهول من الموظفين الأجانب في هيئة متاحف قطر ؟ لماذا إذن لم يرسل على الأقل رسالة اعتذار للأخوة في الشارقة احتراما لهم ؟ يبدو أن مستوى الأمر أعلى من أن يفكر في ذلك !!!.
لكن السؤال الأهم في كل ذلك هو ، من خلال هذا التصرف الأرعن واللامسئول من مدير هيئة متاحف قطر باختياره التجاهل والتطنيش لدعوة خارجية من الأخوة في الشارقة وكأنه يتعامل مع موظفين في هيئة متاحف قطر كما تعود أن يفعل معهم أو مع فعاليات محلية ، أين المصلحة الوطنية العليا للدولة وأين المصلحة العامة ؟ والأهم من كل ذلك أين إسم الدولة وأين سمعة وصورة الدولة داخليا وخارجيا ؟ ألم يعرضها هكذا بما يكفي للتشويه والإساءة ؟ ألم يفكر السيد مدير هيئة متاحف قطر في ذلك وفي عواقب تصرفه هذا ، أم إن الأمر لا يعنيه والأهم هو نفسه؟
أسئلة أطرحها وأضعها أمام الأخوة المسئولين .

                      

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق