السبت، 19 فبراير 2011

متاحفنا وا أسفاه ... مرة أخرى


تداول الجمهور مؤخرا ، في المنتديات واالرسائل الالكترونية اضافة الى الرسائل النصية عبر الهاتف النقال ، مقالا لأحد الأخوة الكتاب من دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة يتحدث فيه عن زيارته مع صديق امريكي له لمتحف الفن الإسلامي في قطر .
وقد بين لنا الزميل الكاتب في مقاله هذا ، المفاجأة الكبيرة التي تعرض لها هو وصديقه عندما استقبلتهما ، عند وصولهما للمتحف ، إحدى الموظفات الأجنبيات من الجنسية النيوزلندية (!!!!) والتي تجهل العربية تماما ولا تتحدث الا باللغة الإنجليزية . وقد كان ذلك محل استهجان كبير منهما خاصة  زميله الأمريكي الذي كان يتوقع أن يستقبلهما أحد الموظفين القطريين باللباس الوطني ليصطحبهما في جولتهما داخل أقسام المتحف مع شرح مستفيض عن الفن الإسلامي الذي تمثل دولة قطر جزأ منه . ولم يفت الكاتب أن يذكر إن المتحف كان خاليا من الزوار إلا ما ندر ، مما يؤكد ما أكرره دائما من ضرورة وضع برامج وخطط كاملة لتوعية الجمهور بثقافة المتاحف وطرق جذبهم اليها ، والتي تعتبر أهم من امتلاك متاحف ضخمة ينفق عليها مئات الملايين لكنها خالية يعتريها ويعتري مقتنايتها الغبار . كما انه لم ينس أن يلفت انتباه القارىء الكريم إن هذه الموظفة النيوزلندية ، التي تحتل وظيفة مديرة العلاقات العامة في المتحف ، ليست إلا عينة للكم الهائل لأعداد الموظفين الأجانب الذين أصبحت السيطرة المطلقة على المتحف في أيديهم على حساب الموظفين القطريين الذين اكتفوا مجبرين بالوظائف الدنيا ويتلقون الأوامر والتعليمات من هؤلاء الأجانب ، في موقف أقل ما يمكن أن يوصف به أنه مخز ومحزن !
وفي ختام مقاله , استنكر الكاتب هذا الوضع المقلوب ووصفه بالأليم والمحزن مؤكدا على ما ذهب اليه صديقه الأمريكي من إن ما يجري يعد مخالفا للمنطق ولكل الأعراف والتقاليد .
كنت قد كتبت سابقا مقالا بعنوان " متاحفنا وا أسفاه " تناولت فيه عن وضع متاحفنا المخزي والمحزن والمتمثل خاصة في سيطرة الأجانب المطلقة عليها ، سواء تلك المفتوحة أو المغلقة أو التي تحت الإنشاء أو حتى تلك التي لا تزال على الورق . وبينت كيف إن الفضيحة الكبرى تمثلت في تعيين أمريكية مديرا لمتحف قطر الوطني ، فضلا عن إن هؤلاء استطاعوا في وقت قصير جدا جلب الأحباب والأصدقاء والمعارف والجيران وتعيينهم في وظائف مختلفة ، فصلت لهم على المقاس في هذه المتاحف ، وبرواتب خرافية لا يحلمون بها في دولهم ، دون أن يستطيع أحد  تقييمهم ومعرفة قدراتهم وخبراتهم وما الفائدة التي يمكن أن يقدمها هؤلاء لمتاحفنا ؛ الواقع يقول لنا إن المحصلة صفر بعد مرور فترة طويلة على تعيينهم واستنزافهم لأموال الدولة !
ومن الأسف الشديد إن كل هذا حدث بتواطؤ مباشر ممن هم في ادارة هيئة متاحف قطر حاليا الذين سعوا ويسعون دائما لطرد وإقصاء ومحاربة الكوادر والكفاءات القطرية في مجال المتاحف والآثار واحلال الأجانب مكانهم بسبب ضعفهم الناتج عن جهلهم وجهالتهم بالمتاحف والآثار والذي يولد لديهم الخوف من الكفاءات القطرية ، مما يعد أمرا طبيعيا لعلمهم بعدم أحقيتهم في ما يشغلونه من وظائف ، وفقدانهم الثقة في أنفسهم ، لذا تراهم يحرصون دائما على ابقاء الفوضى الإدارية في هيئة المتاحف ليضمنوا السيطرة على الإدارة في ظل غياب شبه تام للأجهزة الإشرافية والرقابية القادرة على محاسبتهم ، مما يفتح الباب واسعا للتجاوزات الإدارية والمالية وبالتالي الهدر المنظم والممنهج للمال العام .
الملفت في الأمر إننا لم نسمع قط أي رد أو تعليق من قبل أي مسئول في إدارة هيئة متاحف قطر عن كل ما يوجه اليها من انتقادات وأراء , مفضلين التزام الصمت ، مما يعزز صحة الادعاءات والانتقادات ، وإلا لماذا الصمت إذن إذا كانت هذه الانتقادات غير صحيحة أو باطلة ؟. ربما لا يرد هؤلاء لعلمهم بضعفهم وعدم قدرتهم وجرأتهم على الظهور أمام العامة في الأجهزة السمعية والمرئية المباشرة !. لاحظ عزيزي القارىء أن الصحافة المحلية لا تقترب مطلقا بالسلب من هيئة متاحف قطر مما يجعلني أن أضع أكثر من علامة استفهام على دورها الإعلامي الحر والبناء التي تدعيه !
إن ما يجري في المتاحف وفي ادارة هيئة متاحف قطر من فوضى ادارية وإقصاء للكوادر والكفاءات القطرية ، واحتلال الأجانب للوظائف العليا وتهميش القطريين وقصرهم على شغل الوظائف الدنيا التي لا تهش ولا تنش ، وغياب تام لأي خطط وبرامج لتأهيل واعداد الكوادر القطرية  ليتطلب وقفة جادة لتغيير الوضع ، والذي يبدأ - في تقديري - بتغيير من هم في ادارة هيئة متاحف قطر الحالية قبل أن يستفحل الوضع أكثر مما هو عليه ، وتفلت الأمور وتصبح الفضيحة بجلاجل .
وقفة أخيرة ،
قام أحد كبار المسئولين في الدولة بزيارة لمتحف الفن الإسلامي مؤخرا ، وبعد زيارته لمختلف الأقسام والطوابق بما فيها المكاتب سأل : أين هم القطريين ؟!!!!.

هناك 4 تعليقات:

  1. الله المستعان .. وشو الحل في رايك يا حسن ؟

    ردحذف
  2. اين القطريين ؟ هههههه قلنا القطريين شويه لكن اشدعوه اختفوا اظن الملامه على القطريين انفسهم وينهم ؟؟؟؟؟

    ردحذف
  3. شلون الملامة على القطريين يا قطرية ؟ يعني شاسوي مثلا اشغل عمري غصب ؟

    ردحذف
  4. الحل يا أخ عبدالله يكمن في التخلص من عقدة النقص المتمثلة في عقدة الخواجة كما يقول اخوانا المصريين ، ومنح الثقة والفرصة للكفاءات القطرية المتمكنة لتبدع في خدمة وطنها وليس هؤلاء الذين لا يستحقون حتى أن يكونوا مجرد فراشين أو مراسلين والذين لا هم لهم سوى الاستحواذ على أكبر قدر من المال دون أي انتاجية تذكر في المقابل . بمعنى منح الثقة لأهل العلم والكفاءة وليس لأهل ما يسمى بالثقة أو الولاء لأنهم ليسوا محل ثقة أو ولاء !
    والله المستعان

    ردحذف