السبت، 5 مارس 2011

هيئة متاحف قطر .... المأسآة والضياع !




يلاحظ أخي القارىء مدى اهتمامي بوضع المتاحف في الدولة من خلال مساهماتي المتواضعة ، ويلاحظ إنني احاول دائما أن اقدم نقدا ليس من أجل النقد ولكن لأجل البناء والتغيير نحو الأفضل خدمة لما اعتقده انه في مصلحة الوطن والمواطن والإرتقاء بهما . لكنني في هذه المقالة سأحاول أن اقدم وصفا ، بكل أمانة ، لوضع قائم في هيئة متاحف قطر اعتبره مأساويا وكارثيا يؤدي الى ضياع هويتنا وتراثنا وثقافتنا ما لم يتدارك المسئولون الأمر وإصلاح الوضع ! واترك للقارىء الكريم أن يبدي ما يراه مناسبا من تعليقات استفيد منها ان شاء الله ، وتقديم افكارا ومقترحات  أرجو أن تلقى أذانا صاغية لدى المسئولين ، يمكن ان تساهم في تغيير الوضع .
عندما أنشأت هيئة متاحف قطر في أواخر العام 2005 كان الهدف هو الاهتمام بالمتاحف والآثار بصورة أفضل وانجع ، ولهذا فصلت ادارة المتاحف والآثار عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث وأنشأت كهيئة مستقلة ، خاصة ان في ذلك الوقت كان افتتاح متحف الفن الاسلامي على الأبواب وكانت الجهود منصبة حول جعله حدثا عالميا بارزا على المستوى المتحفي خصوصا والمستوى الثقافي عموما . وتوقع الجميع انه ، لأجل ذلك ، سيهتم بشكل أفضل وأكبر بتأهيل كوادر وطاقات قطرية شابة لهذا الحدث الكبير ولغيره تنظم لمن هم أصلا على الساحة من الكفاءات والخبرات القطرية البارزة في عالم المتاحف والآثار لإدارة دفتها . لكننا ، وعلى العكس تماما ، رأينا إقصاءا تدريجيا لهذه الخبرات القطرية وركنها على الأرفف وابدالها أما بموظفين قطريين لاعلاقة لهم البتة بعالم المتاحف والآثار - ربما لم يدخل أغلبهم متحف في حياته - ولا حتى بالعمل الإداري الذي يمكن أن يساند العمل المتحفي ، أو بموظفين اجانب لايمت أغلبهم بصلة للمتاحف أو بالآثار .
كنتيجة طبيعية لذلك ، لاحظنا جليا تراجع موظفوا ادارة المتاحف والآثار الذين أعلنت الحرب عليهم بانتزاع ادارة الهيئة من أيديهم ومن ثم الإقصاء والتهميش والإدراج في ما يسمى بقائمة البند المركزي أو العمالة الفائضة المطلوب التخلص منهم ، واستبدلوا بمجموعة أقل ما يمكن أن يقال عنها بأنها جاهلة وتافهة لا علاقة لها بالعمل المهني المحترم ، تحول كل همها لضمان استمراريتها الى محاربة الكفاءات القطرية المتميزة في العمل المتحفي والآثاري .
العجيب في الأمر ، وعلى الرغم من التحول الى هيئة مستقلة ، بقي معظم موظفوا ادارة المتاحف والآثار على وضعهم الوظيفي دون تغيير جوهري يذكر وحتى في ظل سريان قانون الموارد البشرية في 1 ابريل 2009 ، في الوقت الذي يرون فيه التعيينات الجديدة تنهل على الهيئة بعقود داخلية بعيدة عن قانون الموارد البشرية – لاحظ إن هيئة متاحف قطر تدعي تطبيق قانون الموارد البشرية – وبرواتب أقل ما يمكن أن توصف به بأنها خيالية للأجانب قبل القطريين . ولو كانت هذه الرواتب تدفع لأصحاب الخبرات والباع الطويل في مجال المتاحف والآثار لأعتبر الأمر نصف مصيبة ، لكنها تصرف لأناس كما قلت بعيدين عن العمل المتحفي والآثاري لا خبرة ولادراية لهم فيه سواء القطريين أو الأجانب منهم .
في ظل هذا الوضع المقلوب ، تمكن القادمين الجدد من السيطرة على مجريات الأمور في هيئة متاحف قطر وتمكنوا من إقصاء الكوادر والكفاءات القطرية في فترة وجيزة ، فتقهقر العمل المتحفي والآثاري الى الوراء كثيرا ولسنين عدة يصعب معها اعادة الأمور الى طبيعتها . فلم نعد نرى تلك الأنشطة والفعاليات المرتبطة بالمتاحف وانحسر دورها الثقافي والتعليمي والإجتماعي وبقيت حاضرة فقط في المباني والمقتنيات الموجودة أصلا بداخلها التي أستطاع فريق العمل القطري الأصلي والحقيقي من اقتناءها أيام ادارة المتاحف والآثار .  كيف لا وقد رجحت الكفة اليوم لهؤلاء الجهلة التافهين على حساب الشرفاء والمخلصين والأمناء والأوفياء من القطريين المحبين لوطنهم ، وأصبحت المتاحف في أيدي الأجانب يسرحوا ويمرحوا فيها كما يحلوا لهم ، يعتبرونها عزب خاصة لهم يجلبون من يشاؤون من الأقارب والأصدقاء والمعارف ليعملوا بها بعقود خرافية لا يحلموا بها في دولهم ناهيك عن كل امتيازات الإجازات والسفر والبدلات والمهمات والدورات التدريبية وزيارة المتاحف العالمية التي لا تتوقف على مدار العام ، لما لا وقد أتيحت لهم هذه الفرصة التي لم يكونوا يحلمون بها ليحققوا أعلى استفادة مادية وعملية وعلمية على حساب دولة قطر ستخدمهم في وظائفهم القادمة في دولهم حين يديرون ظهورهم لنا بعد أن يشبعوا . وخاصة وأنهم يعلمون تماما إن من هو موجود في ادارة هيئة متاحف قطر من القطريين ، ممن أصفهم بالجهلة التافهين ، أضعف من أن يحاسبوا أو يسأولوا الأجانب عما يقومون به في حين أنهم يستاسدون على الكفاءات والكوادر القطرية التي تسعى لأصلاح هذا الوضع المتردي المنهار لكنهم دون حول ولا قوة لعدم التفات كبار المسئولين اليهم وتركهم فريسة سهلة لهؤلاء الجهلة التافهين الذين يسعون بشكل مستمر ودؤوب لأقصاءهم والتخلص منهم .
أمام هكذا وضع ، وجد الأجانب الدار مشرعة ليسرحوا ويمرحوا بمتاحفنا ويتناولون هويتنا وتراثنا وثقافتنا وحضارتنا ليلعبوا بها على هواهم وأمزجتهم ويقدموها كما يروها هم وكما يشاؤون دون حسيب أو رقيب . لذلك لا تستغرب أخي القارىء لعوامل التشويه والتحريف والتغيير بل قل التخريب الذي يمكن أن تواجهك ، لما لا طالما لا يحاسبهم أحد ! ومن يستطيع أن يحاسبهم أصلا ؟ هل هؤلاء ممن يسمون أنفسهم بالمدراء في هيئة متاحف قطر ؟!!!. هؤلاء أخي القارىء يرون استمرارهم في هيئة متاحف قطر مرتبط بالفوضى القائمة ليستفيدوا من كل هذه الإمتيازات والرواتب العالية التي يحصلوا عليها دون وجه حق على حساب المصلحة العامة لأنهم يعلمون تماما إن وجود نظام في الهيئة يعني إختفاءهم ، لذلك تراهم يحرصون على استمرار هذه الفوضى ولو على حساب الوطن .
أمام هذه الفوضى العارمة ، لاتجد ضحية إلا الموظف القطري المخلص المحب لبلده الذي لا يريد سوى العمل خدمة لوطنه ، هذا الموظف الذي لا يرى إلا الحرب المعلنة عليه والإقصاء والتهميش والطعن في الظهر ، لا لشي سوى امتلاكه لمؤهلات وخبرات يخدم بها أبناء بلده ، من قبل هؤلاء الجهلة التافهين العالة على مجتمعاتهم عديمي الثقة في أنفسهم وعديمي الضمير وفاقدي الغيرة على بلادهم وهويتها وتراثها وثقافتها .


أخيرا ،
الذي يحز في النفس عزيزي القارىء هو إن كل ما جرى ويجري وسيجري من فوضى عارمة في هيئة متاحف قطر ليست بمنأى عن الأجهزة الرقابية والإشرافية ، بل تحدث أمام مرأى ومسمع منهم  لكنها لا تحرك حتى الآن ساكنا ! يا ترى لماذا ؟!!!.
حسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله .

     

هناك 3 تعليقات:

  1. انزين ماقلت شي جديد كل هذا يصير في جهات كثيرة بالبلد .. منها المكان الذي اعمل به .. مانقول غير حسبي الله ونعم الوكيل .. إن الله يمهل ولايهمل.

    ردحذف
  2. اذا كنت تقول < الذي يحز في النفس عزيزي القارىء هو إن كل ما جرى ويجري وسيجري من فوضى عارمة في هيئة متاحف قطر ليست بمنأى عن الأجهزة الرقابية والإشرافية ، بل تحدث أمام مرأى ومسمع منهم لكنها لا تحرك حتى الآن ساكنا


    وشو نقول
    ؟؟؟؟؟


    اذا كانوا يعلمون فالمصيبه اعظم

    ردحذف
  3. فعلا من الملاحظ ان الهيئة المتخبطة أعلنت الحرب على القطريين النابهين والخبراء القلائل وتعاملت معهم بالإقصاء والتهميش والإبعاد الى قائمة البند المركزي أو العمالة الفائضة المطلوب التخلص منهم ، و(( استبدلوا بمجموعة أقل ما يمكن أن يقال عنها بأنها جاهلة وتافهة لا علاقة لها بالعمل المهني المحترم ))

    والخلل بل الآفة مستشرية في البلد
    الى متى محاربة الكفاءات القطرية في كل حقل ومجال ؟؟

    هل يمكن تقييم اداء هذه الحكومة بانه مقبول ؟؟

    بكل ما افرزته من تجارب فاشلة من تصفية للوزرات وانشاء هيئات مصطنعة وبعضها خالي الوفاض ثم عاد الوزارات المترهلة والمتضخمة ..وزارد الطين بله باستبعاد كل الخبراء والكوادر القطرية

    هل هناك رجل رشيد ؟

    ردحذف