الأحد، 1 مايو 2011

بماذا تفخر ؟

فلنبارك للزميلة السيدة عائشة الخاطر تعيينها مديرا لمتحف الفن الإسلامي بقرار من سعادة رئيس مجلس الأمناء في هيئة متاحف قطر ، مع أملنا أن يكون هذا القرار بداية لخطوات تصحيحية تعيد الإعتبار للكفاءات القطرية العامرة بها الهيئة والمركونة على الرف والمهمشة منذ سنين عدة وترفع المعاناة عن كاهلهم . هؤلاء الكفاءات تعرضت لما تعرضت له بسبب ادارة الهيئة الحالية التي عملت بكل ضراوة على محاربتهم وسعت بشكل دؤوب على التخلص منهم بوضعهم على ما يسمى بالبند المركزي أو العمالة الفائضة أو تجريدهم من صلاحياتهم وعدم تكليفهم بأي عمل مما ألحق أشد الضرر بالعمل المتحفي والآثاري فتخلف ربما لأكثر من خمسين سنة للوراء !
لذلك ، جاء تعليق مدير هيئة متاحف قطر المنشور مع قرار تعيين السيدة الخاطر في الصحف المحلية ، وهذا ما لم يحدث أبدا مع أي قرار آخر ومن أي جهة حكومية أخرى ، بترحيبه بصدور القرار وبتعيين السيدة الخاطر على رأس متحف الفن الإسلامي ، مثيرا للسخرية والتندر لدى العارفين بحقيقة ما يجري في هيئة متاحف قطر . أذ عرف عن إدارة الهيئة التي على رأسها صاحب التعليق تخصصها الشرس في محاربة الكفاءات القطرية واستبعادها وبخاصة المتميزين منهم . ولا خير من الإستدلال على ذلك سوى قوله بنفسه في تعليقه إن الهيئة تفخر بتعيين أول قطرية مديرا لمتحف الفن الإسلامي معتبرا ذلك إنجازا عظيما للهيئة !!!. هذا القول ليس بمستغرب منه وربما قد يعذره البعض لأنه يجهل تاريخ المتاحف في قطر ، هذا التاريخ الزاخر بمدراء قطريين لمتاحف الدولة المختلفة ، قامت ادارة الهيئة الحالية بتهميشهم وتعيين مدراء أجانب مكانهم . أو ليس من الطبيعي والبديهي يا سادة ومن ابجديات العمل في الهيئة أن يدير المتاحف التابعة لها كوادر وطنية مؤهلة ؟ بماذا الفخر إذن ؟ أيعتبر تعيين موظف قطري على رأس متحف فخرا للهييئة ؟ على عكس ما قد يفهمه البعض ، فإن تعليق مدير هيئة متاحف قطر على قرار تعيين السيدة الخاطر يتسم بالرياء ويعزز الاعتقاد بأن إدارة الهيئة تعمل على إقصاء ومحاربة الكفاءات القطرية ، وهي لا تزال مصدومه من قرار التعيين .
ولا أتجنى هنا في هذا القول ، بل أستشهد بكلامه نفسه عندما يقول إن مهام السيدة الخاطر تتلخص في عمليات حفظ المقتنيات والأنشطة التعليمية بالإضافة إلى وضع استراتيجيات المتحف المستقبلية !!! واستقطاب الكفاءات والكوادر اللازمة لتنفيذها !!! وهو بذلك يحاول أن يقيد من صلاحيات ومهام وتحركات السيدة الخاطر في إدارة المتحف بحصرها في عموميات غامضة واعمال يقوم بها موظفون متخصصون أخرون كل في مجال عمله كالأنشطة التعليمية وحفظ المقتنيات ! لكن ماذا عن عمليات الإقتناء ؟ وماذا عن الاتفاقيات المختلفة مع المتاحف الأخرى ؟ وماذا عن الفعاليات الثقافية وخططها ، إن وجدت ؟ هل نفهم إن السيدة الخاطر لن تتمكن من تمثيل المتحف والتحدث بأسمه وتقرر له لما فيه خدمة للمتحف وللمصلحة العامة ؟ هل يا ترى إن من يقوم على إدارة الهيئة يحاول أن يبقي كل الصلاحيات في يده وفي يد زمرته ؟
أما فيما يخص ما ذكر عن استقطاب الكفاءات والكوادر اللازمة للعمل في المتحف ، فمن هي هذه الكفاءات والكوادر ؟ هل هي قطرية أم أجنبية ؟ لماذا لم يتم تحديد ذلك في القطريين فقط طالما أن مدير الهيئة يفخر بتعيين قطريين ؟! أم إن الفخر ينحصر فقط في وظيفة المدير ويبقى الإستمرار في تعيين الأجانب على حساب القطريين وكأنه لا يوجد ما يكفي منهم في المتحف وفي الهيئة عموما ؟
في وضع كهذا ، أخشى من أن السيدة الخاطر لن تصمد طويلا في إدارتها للمتحف لوحدها أمام هذه الوحوش الكاسرة المليئة بالحقد والضغينة ، وأمام الأجانب الذين أتخم المتحف بهم والذين سيعملون على الإستمرار في السيطرة على مجريات الأمور في المتحف وعرقلة كل تغيير ، ناهيك عن إنه لن يسمح للسيدة الخاطر أن تملك الصلاحيات المطلقة لإدارة المتحف .
إنني لا أشكك في كفاءة السيدة عائشة الخاطر ونواياها الطيبة لإدارة المتحف ، لكنني أعتقد بأن عليها العمل فورا لأستقطاب كفاءات قطرية بارزة في العمل المتحفي ، وهي موجودة في الهيئة ، لشغل وظائف قيادية في المتحف ، خاصة أنه لايوجد اليوم قطريين في وظائف قيادية بالمتحف ومن موجود لا يشغل إلا وظائف هامشية ، لمواجهة التحدي ومساعدتها على إدارة الدفة وهي قادرة على ذلك باذن الله ، فضلا على إن ذلك سيقلل من اعتمادها على الأجانب ويزيدها ثقة في نفسها لتستطيع مواجهة هؤلاء الذين يسعون من الآن لتعقيد وتصعيب مهامها وعرقلة أمورها وسير عملها ومحاولة إفشالها ليضمنوا الإستمرار في التحكم بمجريات الأمور في هيئة متاحف قطر والاستمرار في إقصاء كل من هو كفاءة  قطرية لأنهم كما وصفتهم سابقا  فقدوا الذمة والضمير وفقدوا النخوة والغيرة على بلادهم ... هذا إن أعتبروها كذلك !
والله من وراء القصد ،







هناك تعليق واحد:

  1. استاذ حسن....ليت الامر يقتصر على متحف الفن الاسلامي..بل يشمل الكثير من مؤسسات الدولة..على سبيل المثال وليس الحصر..قناة الجزيرة..كتارا...الخطوط الجوية القطرية...الصحف الرسمية والتي يعمل فيها الاجانب بنسبة 99 بالمائة..يااستاذ حسن حتى المنتخب القطري لكرة القدم اغلب اللاعبين فيه اجانب...يعني بالقطري وين ماتطقها عوية...احنا القطريين نعاني من التهميش..
    نعاني من المسؤول القطري المتسلط والمتعجرف...
    جزاك الله خير استاذ حسن

    ردحذف