الجمعة، 10 يونيو 2011

لجان استعراضية


عندما وصل المدير الأخير إلى هيئة متاحف قطر في ديسمبر 2007 ، شكل بعدها بأشهر قليلة لجنة لتقييم موظفي الهيئة مكونة من من عينهم في الهيئة كمدراء بعد وصوله . فرأينا اللجنة مكونة من مدير الخدمات المساندة ومدير الموارد البشرية ومدير الأمن والمخازن ومدير الخدمات الإدارية وشخص من الشؤون القانونية ( لأنه لم يكن يوجد مدير حينها وإلى الآن ) وآخر يعمل كرئيس لشؤون الموظفين . ولا أذكر إن كان يوجد مدير آخر لكنني متيقن إن هذه اللجنة لم يكن فيها ولا شخص له علاقة بالمتاحف والآثار وإن أكثرهم وجودا في الهيئة حينها لم يتجاوز بعض شهور والعامل المشترك بينهم جميعا إنهم من ربع المدير تم تعيين معظمهم بعد وصوله. أتى هؤلاء في لجنة لتقييم موظفين يعملون في مجال المتاحف والآثار لسنين طويلة – بعضهم وصل إلى أكثر من ثلاثين سنة – كانوا يتبعون إدارة المتاحف والآثار قبل تحويلها إلى هيئة مستقلة تحت اسم هيئة متاحف قطر .
وبما إن أعضاء اللجنة ليسوا ذا علاقة بطبيعة عمل الهيئة في المتاحف والآثار ، إنحصرت الأسئلة في معرفة الإسم كاملا ومكان السكن والحالة الإجتماعية وعدد أفراد الأسرة وعدد سنوات العمل والدرجة الوظيفية ، أي ما هو موجود أصلا في ملفات الموظفين الشخصية . وكانت الأسئلة التي تعنى بطبيعة العمل محدودة جدا تركزت فقط حول طبيعة عمل الموظف دون القدرة على مناقشته في ما يؤديه من عمل  إذ كانوا يكتفون بالاستماع فقط ، وهذا طبيعي لأنهم كانوا يجهلون ما يسمعون . أذكر أنه حين وجه لي سؤال عن طبيعة عملي في الهيئة ، سردت ذلك باقتضاب ، إلا إنني لاحظت سريعا علامات الوجوم على وجوههم مما دعاني إلى سؤالي لهم إن كانوا يفهمون ما أقول !!! عندها أستشعر أحدهم سخرية ما فسألني إن كنت نسيت اللغة الفرنسية أو لا أزال اطبطب بها حسب تعبيره ، فرددت عليه بأن يجربني !
أعتقد الجميع بأن شيء ما سيحدث في الهيئة بعد لقاء هذه اللجنة بموظفي ادارة المتاحف والآثارالسابقين ، كاعادة هيكلة الهيئة مثلا أواعادة توزيع الموظفين على الإدارات والأقسام المختلفة ألتي أبتدعت بعد إنشاء الهيئة . إلا إن شيء من ذلك لم يحدث مطلقا وبقيت الأمور كما هي بعد مرور الشهور والشهور إن لم نقل إنها إزدادت سوءا وتعقيدا . فقد حصل أعضاء اللجنة على مكافآتهم  دون تقديم شيء وغادر جميعهم الهيئة بعد شهور قليلة فقط من اجتماعات هذه اللجنة ، وأعتقد إنه لم يعد موجودا في الهيئة إلا شخص واحد فقط من أعضاءها . و أثبتت اللجنة إنها لم تكن سوى لجنة استعراضية أراد المدير الظهور بها أمام المسئولين وكالذي يريد أن يفعل شيء لتطوير العمل .
بعد سنتين من هذه اللجنة ، أي في ربيع 2010 ، اتفقت ادارة الهيئة مع إحدى الشركات الأجنبية لتقييم نفس الموظفين . فقامت باجراء اختبار جماعي لهم في مبنى متحف الفن الإسلامي على دفعات من خلال استبيان . وقامت باجراء لقاءات فردية للتقييم أيضا يتم خلالها طرح مجموعة من الأسئلة المباشرة . واليوم أيضا ، بعد مرور أكثر من سنة على هذه الإختبارات واللقاءات التي قامت بها الشركة الأجنبية ، يتسأل نفس الموظفين عما نتج عن الأمر !!! وماذا حصل لكل ما تم القيام به !!! وكم استلمت الشركة الأجنبية لقيامها بهذا العمل الذي لم ينتج عنه شيء كسابقه !!! وكما كانت اللجنة السابقة استعراضية ، جاء عمل الشركة هذا كاستعراض أيضا ليس إلا !
العجيب والمستغرب في الأمر يا أخوة ، أن كل ما جرى تعلق بمن كانوا بادارة المتاحف والآثار ولم يتعلق الأمر مطلقا بمن أتى بعد ذلك بكثير وتم تعيينه في الهيئة ، والغالبية المطلقة منهم لا علاقة له كما قلت بالمتاحف والآثار ويعمل فقط في المجال الإداري والخدماتي وأولهم من أطلقوا على أنفسهم لقب مدير لوظائف لم تكن موجودة وأخترعت لهم ليحصلوا على رواتب لا يستحقونها !!!
يا ترى ، بعد كل ما رأيناه ونراه وسمعناه ونسمعه عن هيئة متاحف قطر من اخفاقات ومشاكل إدارية  لا حصر لها واساءات متعددة لاستخدام السلطة ومخالفة القانون هل يأتي رجل رشيد روحه وقلبه وعقله على العمل والمصلحة العامة ، يمتلك الغيرة والنخوة على البلاد  ليقييم أو يطلب تقييم هؤلاء المدراء ومحاسبتهم ؟ وماذا قدموا للعمل المتحفي والآثاري بعد مرور قرابة الأربع سنوات من وجودهم في الهيئة ؟!!!
والله المستعان ،،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق