الخميس، 19 يناير 2012

الإعلان المشين ... !


الإعلان المشين ... !

لا يخفى على احد مستويات الإنحدار والتخبط والفوضى العارمة التي تعاني منها هيئة متاحف قطر منذ إنشائها في مارس من العام 2006 وتفاقمها على نحو مروع بعد وصول الإدارة الأخيرة ، وصارت حديث المجالس على الرغم من حملات التلميع وتجميل الصورة التي تقوم بها وسائل الإعلام المحلية لهذه الهيئة والتي إزدادت في الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ وقد أخذت الجانب التجميلي والدعائي أكثر منه من الجانب الموضوعي ، فخانت مع الأسف بذلك أمانة المهنة التي تتطلب إظهار الحقيقة والواقع للمجتمع وأظهرت بشكل فاضح مدى إزدواجيتها في التعامل مع المؤسسات الحكومية . 

ومن مظاهر الفوضى العارمة في هيئة متاحف قطر إعلان التوظيف المشين الذي نشرته في جريدة الراية يوم الثلاثاء الموافق ل 10/1/2012 في الصفحة 15 باللغة الإنجليزية تطلب فيه ، حسب ما استطعت ترجمته ، اخصائي اكتساب ( أو توظيف ) موهبة ؟؟؟!!!. وقد كتب بأعلى الإعلان من الجانب اليمين كلمتين صغيرتين باللغة العربية تفيد بأن الأولوية للقطرين وفيما عدا ذلك جاء الإعلان كاملا باللغة الإنجليزية في الجريدة التي تصدر باللغة العربية !!! .
أود تذكير القارىء الكريم بأن هيئة متاحف قطر جهة حكومية تعنى ، حسب ما جاء في قرار إنشائها ، بالمتاحف والآثار في دولة قطر والمحافظة على الهوية والتراث ... الخ . وعليها بالتالي المحافظة على ثقافة البلد الأساسية والتي تأتي على رأسها لغتها العربية . لكن ما يجري داخل هذه الهيئة عكس ذلك تماما إذ أصبحت مع الأسف الشديد اللغة العربية مهمشة ومغيبة في معظم اجتماعاتها ، وهي قليلة الجدوى ، ومراسلاتها الداخلية والخارجية ، وكمثال صارخ على ذلك هذا الإعلان المشين المنشور في جريدة الراية إذ من الطبيعي أن يطرح هذا السؤال تلقائيا : طالما إعلان التوظيف هذا يعطي الأولوية للقطريين كما جاء فيه و نشر في جريدة محلية تصدر باللغة العربية فلماذا أتى باللغة الإنجليزية خاصة وإنه صادر من قبل جهة حكومية يفترض إنها تعنى بهوية وتراث البلد ؟! .
وعندما ندقق في تفاصيل هذا الإعلان ونصل إلى الفقرات المتعلقة بمهام الوظيفة المعلن عنها يتأكد لنا حجم وخطورة الفوضى العارمة التي تعاني منها هيئة متاحف قطر ، وكم إن هذه الهيئة تستخف بعقول الناس وتضحك على ذقونهم ، لأن الإنسان يقاس بالأفعال وليس بالأقوال . فقد جاء في الإعلان نفسه إن الشخص الذي سيقع عليه الإختيار سيكون مسئولا عن توظيف القطريين بما يدعم جهود الهيئة في سياسة التقطير وتأمين الوظائف المخصصة لهم حسب خطة الهيئة في تقطير الوظائف والتأكد من تطبيقها !!!! .
لا أريد التعليق هنا ، لكنني اعطي القارىء الكريم حقائق لا يمكن لأحد أن ينكرها . لقد كان عدد العاملين القطريين في إدارة المتاحف والآثار التابعة في ذلك الوقت للمجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث قبل تحولها إلى هيئة متاحف قطر في مارس 2006 يمثل ما يقارب ربما ال 80 % من إجمالي عدد العاملين إن لم يكن أكثر . أما اليوم ، وبعد الستة سنوات من إنشاء الهيئة ، إنقلبت الأية وأصبح عدد العاملين الأجانب في هيئة متاحف قطر يمثل ربما ال 80 % وعدد القطريين ال 20 % فقط . وليس أخير دليل على إستخفاف إدارة الهيئة بالوطن والمواطن هو  قيامها في شهر اكتوبر الماضي ، وفي تصرف أقل ما يمكن أن يقال عنه بأنه غير مهني وغير إنساني ، باحالة ما يقارب السبعين موظفا من خيرة الكفاءات القطرية إلى التقاعد القسري وتعيين أجانب في الهيئة في ذات الوقت وبأعداد مضاعفة وماهولة وفي وظائف لا علاقة لها بطبيعة عمل الهيئة !!! . فأي سياسة تقطير تتحدث عنها الهيئة ؟ هذا إن وجدت أصلا في الهيئة ولو حتى على الورق !!! .

حسن علي الأنصاري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق