الأربعاء، 24 نوفمبر 2010

أين المتاحف في معرض الدوحة للكتاب ؟

قام سعادة وزير الثقافة والفنون والتراث بافتتاح النسخة الواحدة والعشرون من معرض الدوحة الدولي للكتاب والذي سيستمر حتى الرابع من شهر ديسمبر ٢٠١٠
ولا شك في إن معرض الكتاب يعتبر الحدث الثقافي الأبرز من بين كل الفعاليات والأحداث التي تقام على مدار العام ، حيث تحرص دور النشر وموزعي الكتب على المشاركة فيه كونه ، ليس فقط مكانا لعرض وتسويق ما لديها من اصدارات في المجالات الأدبية والعلمية والتعليمية المختلفة ، بل آيضا فرصة للإلتقاء بالآخرين من زملاء المهنة وعموم الجمهور بفئاته المختلفة للتعريف بنفسها وبأنشطتها ومجال النشر المتخصصة فيه ولتبادل الأراء والخبرات ، لأن معرض الكتاب يعتبر الحدث الأكثر رواجا لدى الجمهور حتى ولو اتفقنا إن نسب القراءة لدى الجمهور العربي متدنية .
ونظرا لأهمية الحدث ، وكما تحرص دور النشر على المشاركة فيه ، تحرص أيضا العديد من المؤسسات الحكومية والأهلية العاملة في المجال الثقافي والتعليمي على المشاركة فيه أيضا ولنفس الأسباب أنفة الذكر . لذلك نحن نسعد كثيرا عندما نرى مؤسسات حكومية من الدول المجاورة ومن الدول العربية و الأجنبية الأخرى تشارك في معرض الدوحة للكتاب ونسعد أكثر عندما نرى مشاركات من بعض الجهات الحكومية في الدولة تعرض ما لديها من اصدارات للجمهور وتعرف بأنشطتها وتثبت وجودها على الساحة .
إلا إننا نلاحظ ، مع الأسف الشديد ، غياب تام لمتاحف قطر عن هذا الحدث المهم منذ نشأة هيئة مستقلة تعنى بها في العام ٢٠٠٥ . فقد كانت المتاحف تشارك في معرض الكتاب من خلال المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث عندما كانت لا تزال ادارة تابعة للمجلس . وقد صدر عنها العديد من الإصدارات ، في ذلك الوقت ، في مجال التراث القطري بشقيه المادي والغير مادي ، وفي الحياة القطرية البرية والبحرية ، كما في المسكوكات الإسلامية . وأصدرت أيضا عدة كتب تعتبر مراجع مهمة عن الآثار والتنقيبات في الدولة خاصة تلك التي قامت بها البعثة الفرنسية ، إضافة إلى الدراسات والأبحاث والنشرات الإخبارية التي كانت تصدر بانتظام ، مما جعل لإدارة المتاحف والآثار مكتبة قيمة كانت تفتخر بتقديمها للجمهور عبر معرض الدوحة للكتاب .
لكنه ومنذ خمسة سنوات ، أي منذ فصل المتاحف عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث ، توقف كل هذا ، ولم تعد المتاحف تقوم بأية إصدارات أو أبحاث أو دراسات أو حتى نشرات ، ولا تزال تستخدم إلى اليوم ما تبقي من اصدارات إدارة المتاحف والآثار وحتى بنفس الشعار السابق ، وربما نفذت الكميات المتبقية ولم يعاد طباعتها .
لعل هذا يفسر غياب متاحف قطر عن حدث مهم مثل معرض الدوحة للكتاب ، لكن علينا أن نذكر إن المتاحف في عالم اليوم هي مؤسسات ثقافية وتعليمية في المقام الأول يجب أن يكون لها دورها البارز والواضح في مجال البحث والنشر خدمة للمجتمع بفئاته المختلفة ، خاصة المهتمين والباحثين والمختصين منهم  وإلا فقدت دورها الثقافي والتعليمي والإجتماعي . ومن أسف شديد إن متاحفنا اليوم لاتعي هذا الدور الهام في عملها، والذي يعتبر من الأعمدة الأساسية في العمل المتحفي .
وما يثير استغرابنا أكثر لغياب متاحف قطر عن معرض الدوحة للكتاب ، خاصة عن النسخة السابقة والحالية ، هو اتفاقها مع وزارة الثقافة والفنون والتراث لتكون مشارك رئيسي في فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة العربية لسنة ٢٠١٠ ، والذي كان يفترض به ، كنتيجة منطقية ، أن تكون متاحف قطر من أول المشاركين بالمعرض لكن كيف تشارك متاحف قطر في هذه الفعالية الثقافية الكبيرة أو غيرها و أغلب من يديرونها اليوم لا علاقة لهم  بالعمل المتحفي ويجهلون بأبسط قواعده وابجدياته ؟!!!

حسن علي الأنصاري

هناك 4 تعليقات:

  1. وهل الذين يعملون بوزارة الثقافة الا موظفون ليس لهم علاقة بابجديات الثقافة ؟!! وهل الذين يرأسون ادارة الصحافة الا امناء شرطة ليس لهم علاقة بالصحافة ؟؟ خلها على ربك

    ردحذف
  2. مدونة رائعة اتمنى لك التوفيق والسداد
    فخور بالمستوى والاسلوب ومنهجية الطرح

    ردحذف
  3. مقال رائع تطرح فيه هموم العمل الابداعي والثقافي من خلال هيئة متاحف قطر .... علماً أن الدولة تدعم الثقافة من خلال اليونسكو ... ولكن في الداخل لا يوجد هذا الاهتمام ، هل السبب في من هم قائمين على الثقافة لعدم وجود اي علاقة بين الوظيفة والابداع في هذا المجال ، ام هو عدم اهتمام بالداخل والركيز على كل ما هو ابداع خارجي ... مثل حضور جائزة الآغا خان في متحف الفن الأسلامي ؟؟؟؟؟؟

    ردحذف
  4. حسن علي الأنصاري28 نوفمبر 2010 في 11:53 ص

    أخي غير معرف
    أشكرك على اهتمامك وتعليقاتك القيمة . المشكلة يأخي ليس في المال فهيئة المتاحف لديها ميزانية مفتوحة ، لكن المشكلة تكمن في اختيار الأشخاص الذين لا علاقة لهم البتة بالوظائف المكلفين بها . النتيجة طرد للكفاءات فخراب ودمار وتخلف وتقهقر الى الوراء . والمصيبة ان كل هذه الأموال تهدر في أمور أقل ما يمكن وصفها بأنها تافهة .

    ردحذف